اقتحمت جماعة الحوثي، أمس السبت، مكتبي المبعوث الأممي إلى اليمن ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في العاصمة صنعاء، واعتقلت عدداً من الموظفين المحليين، في أحدث حلقة من الانتهاكات التي تستهدف العاملين في الوكالات الإنسانية والدولية داخل المناطق الخاضعة لسيطرتها.
ويأتي هذا التطور بعد يوم واحد فقط من إعلان الأمم المتحدة تعيين الدبلوماسي الفلسطيني معين شريم لقيادة جهود الإفراج عن موظفيها المختطفين لدى الحوثيين، في خطوة رآها مراقبون "اختباراً مبكراً لمدى جدية المنظمة الدولية في مواجهة التعنت الحوثي". إلا أن عملية الاقتحام الجديدة اعتُبرت تحدياً مباشراً وصريحاً لتلك الجهود، ومسّاً خطيراً بهيبة الأمم المتحدة.
ونقل موقع "نيوز يمن" عن مصادر خاصة أن مسلحين حوثيين داهموا مكاتب المنظمتين واعتقلوا عدداً من الموظفين المحليين، في إطار حملة مداهمات متكرّرة طالت خلال الأشهر الماضية العشرات من العاملين في وكالات الإغاثة والتنمية.
وعلّق الناشط الحقوقي رياض الدبعي على الحادثة بالقول إن "هذا التصعيد يؤكد أن تعيينات الأمم المتحدة ليست سوى حلول شكلية"، مشيراً إلى أن "المشكلة أعمق من مجرد مبعوث أو وسيط، فالحوثيون لا يعترفون بأي التزامات دولية ولا يحترمون الأمم المتحدة نفسها".
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت في وقت سابق أن عدد موظفيها المختطفين لدى الحوثيين ارتفع إلى نحو 60 شخصاً، معظمهم من اليمنيين العاملين في منظمات الإغاثة. وأكدت المنظمة أنها بصدد إعادة تقييم أسلوب عملها في المناطق الخاضعة للجماعة بعد سلسلة من الاعتداءات، شملت اقتحام مقرات واحتلال أصول واحتجاز موظفين.
وتأتي هذه التطورات عقب تصريحات لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، اتهم فيها منظمات تابعة للأمم المتحدة، بينها برنامج الأغذية العالمي واليونيسف، بـ"الضلوع في أنشطة تجسس وعدوان على اليمن"، في خطاب وصفه مراقبون بأنه تصعيد متعمّد ضد العمل الإنساني، ومحاولة لشرعنة الانتهاكات بحق العاملين الدوليين عبر الخطاب السياسي والإعلامي.
ويرى محللون أن هذا النهج يمثل تصعيداً خطيراً ضد المنظومة الأممية ويهدد مستقبل العمليات الإنسانية في البلاد، خصوصاً في ظل الصمت الدولي المتزايد إزاء الانتهاكات المتكررة التي يتعرض لها موظفو الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية في مناطق سيطرة الحوثيين.
الـــمــــزيــــــــــد
