رست سفينة حربية أميركية مزوّدة بصواريخ موجّهة، اليوم الأحد، في ترينيداد وتوباغو، على بُعد نحو عشرة كيلومترات فقط من السواحل الفنزويلية، في خطوةٍ تأتي وسط تصاعد التوتر بين واشنطن وكاراكاس، وفق ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية.
وأمكن مشاهدة السفينة، وهي المدمّرة "يو إس إس غرايفلي" (USS Gravely)، قبالة سواحل بورت أوف سبين، عاصمة الدولة المؤلّفة من جزيرتين تقعان مقابل الشواطئ الفنزويلية.
وكانت سلطات ترينيداد وتوباغو قد أعلنت، الخميس الماضي، عن اقتراب وصول السفينة الأميركية ووحدة من مشاة البحرية (المارينز) لإجراء تدريباتٍ مشتركة مع قواتها، في إطار تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.
وتُعدّ أقصى نقطة من غرب ترينيداد وتوباغو على مسافة لا تتجاوز بضع عشرات الكيلومترات من فنزويلا، ما جعل الرسوّ الأميركي يثير حساسية سياسية وإقليمية نظراً إلى قربه من أراضي كاراكاس.
ويأتي ذلك تزامناً مع انتشار سبع سفن حربية أميركية في منطقة بحر الكاريبي وسفينة أخرى في خليج المكسيك، ضمن عملية عسكرية لمكافحة تهريب المخدرات، تقول واشنطن إنّها تستهدف شبكات مرتبطة بفنزويلا.
وأكدت الإدارة الأميركية أنّ قواتها نفّذت خلال الأسابيع الماضية عشر ضربات بحرية في المحيط الهادئ وبحر الكاريبي ضد قوارب يُشتبه بتورطها في تهريب المخدرات، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 43 شخصاً.
في المقابل، اتّهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو واشنطن باستخدام شعار "مكافحة المخدرات" ذريعةً لتغيير النظام في بلاده والسيطرة على مواردها النفطية، معتبراً أن التحرّكات العسكرية الأميركية تمثّل استفزازاً مباشراً لفنزويلا.
يُذكر أن رئيسة حكومة ترينيداد وتوباغو، كاملا برساد بيسيسار، تُعرف بمواقفها المؤيّدة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقد تبنّت منذ تولّيها السلطة في أيار الماضي خطاباً متشدّداً تجاه المهاجرين الفنزويليين ووصفتهم بأنّهم جزء من موجة "الجريمة الفنزويلية" التي تهدّد بلادها.