ومن هذا المنطلق، تكتسب زيارة رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية اللواء حسن محمود رشاد أهمية خاصة، لا سيما أنها تأتي بعد لقاء الأخير رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في 21 الشهر الحالي، بما يرجّح أنه يحمل إما رسالة من الجانب الإسرائيلي أو تحذيراً استشفّه من هذا اللقاء عن عملية أمنية على لبنان.
واستبق السفير المصري زيارة اللواء رشاد بزيارة إلى قصر بعبدا للقاء رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حيث أوضح بعد اللقاء أن "زيارة مدير المخابرات المصرية تدخل في إطار التنسيق الأمني والسياسي مع لبنان"، مؤكداً أن "مصر تبذل جهوداً لتهدئة الأوضاع".
وقال: "ما يحدث من تطور في الاعتداءات الإسرائيلية في مداها ووتيرتها يدعونا للتحوط مما يجري". وأكد أن "مصر تدعم مواقف رئيس الجمهورية في حصرية السلاح ولطرحه استعداد لبنان للدخول في مفاوضات، وتقف إلى جانب مقاربة الرئيس بشكل كامل وواضح، وتمد يد العون في هذا المجال".
وعن التنسيق بين الجانب المصري والأميركي في هذا الإطار، يوضح الكاتب والمحلل السياسي علي حمادة في حديث إلى "ليبانون ديبايت" أن زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى لبنان لا تعني بالضرورة وجود تنسيق مصري – أميركي في هذا الملف، فواشنطن ليست بحاجة إلى دور مصري لإيصال رسائلها إلى المسؤولين اللبنانيين.
ويلفت إلى أن المصريين يتحركون من موقعهم التقليدي كقناة تواصل مع الإسرائيليين، إضافة إلى أنهم ينقلون المزاج العربي العام الذي يبدو مستاءً من سلوك الدولة اللبنانية، ومن تباطئها، بل ومن استقالتها الفعلية من تحمّل مسؤولياتها تجاه الوضع الأمني والسيادي، فهناك انطباع عربي بأن الدولة اللبنانية تغضّ الطرف عن ملفات حساسة، وتتعامى عن واجباتها الدستورية في ضبط الوضع العسكري، ما ينعكس مزيداً من القلق لدى الدول العربية المهتمة بمنع الانزلاق إلى مواجهة شاملة في المنطقة.
ويرى أن المصريين يسعون إلى الاستفادة من قنوات التواصل التي تجمعهم بحزب الله، حيث سيعمل رئيس المخابرات على توظيف هذه العلاقة المباشرة لإبلاغ الحزب رسالة واضحة بأن الوضع بلغ مستوى خطيراً للغاية.
ويُستفاد من المعلومات المتوفرة أن رئيس المخابرات المصرية كان قد التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل خمسة أيام، ما يرجّح أن يكون الملف اللبناني حاضراً على طاولة المباحثات بين الطرفين، خصوصاً في ظلّ التوتر المتصاعد جنوباً والضغوط الدولية المتزايدة.
الـــمــــزيــــــــــد
