وكان لافتاً الزيارة التي قامت بها أورتاغوس بعيداً عن الإعلام وبسرية تامة إلى قصر عين التينة صباحاً، وقبل لقائها رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، حيث بدأت التحليلات حول ما حملته أورتاغوس من تل أبيب إلى بيروت، وتحديداً إلى حزب الله عبر الوسيط المعتاد، الرئيس نبيه بري.
وذهب الكثيرون إلى الاعتقاد بأنها تحمل رسائل تحذيرية بضرورة تسليم السلاح والدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، ولكن أجواء عين التينة أوحت بأن الأمر ليس بالشكل الذي يتناوله الإعلام ووسائل التواصل، حتى إنه لا يمكن وصفها بالسلبية، ولكنها بالطبع ليست إيجابية مطلقة.
وتؤكد الأجواء أن ما تحمله أورتاغوس يمكن أن يشكّل حلاً وسطاً بين مطلب المفاوضات المباشرة والمفاوضات غير المباشرة، إضافة إلى اقتراح بتوسيع لجنة مراقبة "الميكانيزم" وتطعيمها بوجوه سياسية تُمكّنها من القيام بمفاوضات مثمرة.
وترى المصادر أن أورتاغوس تعمّدت لقاء الرئيس بري بهدف أن يكون الطرح مباشراً للثنائي، وتحديداً لحزب الله، على اعتبار أنه المعني المباشر بموضوع نزع السلاح الذي تطالب به أميركا ومن خلفها إسرائيل.
كما تربط المصادر بين زيارة أورتاغوس ورئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد إلى لبنان وزيارته أيضاً الرئيس بري، إذ إن الجانب المصري غالباً ما يتدخّل في حال وجود وساطة لاتفاق ما يتم بلورته في الغرف الدولية، كما حصل في اتفاق غزة.
واللافت ليس لقاء أورتاغوس برئيس الجمهورية وما سُرّب عن "عتب كبير" من الجانب الأميركي على أداء العهد في موضوع السلاح، وهو ما تنفيه مصادر مطّلعة، مؤكدة أن اللقاء كان سرياً للغاية ولا صحة للمعلومات التي نُشرت.
أما اللقاء الذي ستعقده مع وزيرة الشؤون الاجتماعية، فقد استغربت أوساط سياسية عقده، متسائلة ما إذا كان يحمل نصائح للوزارة من أجل تأمين مراكز إيواء في حال اندلاع حرب محتملة على لبنان.