اقترح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم الثلاثاء، استحداث عملة إقليمية موحدة لتعزيز المبادلات التجارية بين دول المنطقة، في ظل العقوبات الدولية التي ترزح تحتها بلاده وتقوّض اقتصادها، وفق ما أفادت الرئاسة الإيرانية.
وخلال لقائه في طهران وزير الداخلية الطاجيكي، قال بزشكيان إن اعتماد عملة مشتركة في المنطقة من شأنه أن يساعد في التنمية الاقتصادية، مشيرًا إلى أنّ الأجانب يحاولون الحيلولة دون قيام علاقات طيبة بين دول المنطقة.
وتشكّل العقوبات الدولية، وخصوصًا تلك التي فرضتها الولايات المتحدة بسبب البرنامج النووي الإيراني، العائق الأبرز أمام التبادلات المالية والتجارية لإيران مع العالم. وقد انعكس ذلك بقوة على الاقتصاد الإيراني وعلى سعر الريال الذي يواصل تراجعه أمام الدولار، ما أدى إلى تفاقم كبير في التضخم.
وجاءت تصريحات الرئيس الإيراني خلال قمة منظمة التعاون الاقتصادي في طهران، حيث رأى أنّ الروابط الدينية والثقافية التي تجمع دول المنطقة تتيح فرصًا ملائمة لتعزيز التواصل وتجاوز العقبات، محذرًا في الوقت نفسه من محاولات إشعال الفتنة بين شعوب المنطقة بطرق مختلفة، ومؤكدًا أن الوحدة تمثل مصدر قوة، بينما يؤدي التفرّق إلى الضعف.
ووصف بزشكيان منظمة التعاون الاقتصادي بأنها جسر يربط بين دول المنطقة، معتبرًا أنّ التعاون في إطارها لم يعد خيارًا سياسيًا بل ضرورة لتحقيق التنمية والأمن والاستقرار. كما شدّد على أنّ موقع إيران الجغرافي عند ملتقى أوروبا وآسيا يمنحها ميزة استراتيجية يمكن البناء عليها اقتصاديًا.
وتأسست منظمة التعاون الاقتصادي عام 1985 بمبادرة من إيران وباكستان وتركيا بهدف تعزيز المبادلات التجارية، وهي تضم حاليًا عشر دول بينها خمس في آسيا الوسطى إضافة إلى أذربيجان وأفغانستان، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 550 مليون نسمة. وتعمل إيران على تعزيز تعاونها مع دول الجوار من أجل توسيع منافذها التجارية وسط التوتر المستمر مع الدول الغربية بشأن برنامجها النووي.
وفي سياق متصل، أعاد مجلس الأمن الدولي فرض العقوبات على طهران أواخر أيلول الماضي بعد تفعيل فرنسا وبريطانيا وألمانيا آلية "الزناد" المنصوص عليها في اتفاق عام 2015 النووي، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة بشكل أحادي في عام 2018.
الـــمــــزيــــــــــد
