في اليوم الثالث لسيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور غربي السودان، اتهمت "تنسيقية مقاومة الفاشر" عناصر من الدعم السريع بتصفية جرحى ومصابين داخل المستشفى السعودي بالفاشر، وهو المستشفى الوحيد الذي لا يزال يعمل في المدينة.
في المقابل، نفى حسب النبي محمود، عضو الهيئة القيادية في تحالف "تأسيس" الداعم لقوات الدعم السريع، وقوع "مجازر" في المدينة، لكنه أقرّ بتشكيل لجان تحقيق للتحقق من أي انتهاكات محتملة.
وقال في تصريحات لقناتي العربية والحدث إنّ ما شهدته الفاشر حرب ضارية مع ميليشيات متحالفة مع الجيش السوداني، معتبرًا أن المعارك الجارية غرب البلاد تدور بين الدعم السريع و"فلول الإخوان" على حدّ وصفه.
من جانبها، أدانت منظمة الصحة العالمية في بيان سابق الهجوم الذي استهدف المستشفى السعودي بالفاشر، الذي يُعدّ المنشأة الطبية الوحيدة التي تواصل عملها جزئيًا في المدينة. ودعت المنظمة إلى وقف العمليات العسكرية فورًا، محذّرة من تفاقم الأزمة الإنسانية في ظل انقطاع الاتصالات وصعوبة الوصول إلى المعلومات حول الوضع في المستشفى ومحيطه.
تأتي هذه التطورات وسط تصاعد المخاوف على مصير المدنيين في السودان الغارق في الحرب، بعد اتهامات لقوات الدعم السريع بارتكاب عمليات تطهير عرقي في مدينة الفاشر التي سيطرت عليها، ومقتل خمسة متطوعين من الهلال الأحمر في إقليم كردفان.
وكانت القوة المشتركة الحليفة للجيش السوداني، اتهمت قوات الدعم السريع أمس بإعدام أكثر من ألفي مدني أعزل منذ الأحد في الفاشر، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، وسط تواصل نزوح السكان بحسب ما أفادت وكالة فرانس برس.
بدوره، أكد نائب حاكم دارفور مصطفى تمبور أنّ قوات الدعم السريع "ارتكبت جرائم في الفاشر"، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني في المدينة كارثي.
يُذكر أنّ قوات الدعم السريع أعلنت الأحد الماضي سيطرتها على الفاشر، بعد حصار دام 18 شهرًا، وانتشرت عقبها مقاطع مصوّرة تُظهر مسلحين يطلقون الرصاص على مدنيين عُزّل أُوقفوا بعد السيطرة على المدينة.
ويُعدّ إقليم دارفور الذي باتت أغلب مناطقه تحت سيطرة الدعم السريع، المعقل الرئيسي لهذه القوات التي شكّلت فيه حكومة موازية. وكشفت مصادر في الدعم السريع أن كبار قادة القوات، بمن فيهم قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يقيمون في دارفور، وفق ما نقلت وكالة رويترز.