أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء الخميس، أنّ الولايات المتحدة ستستأنف فورًا اختبار ترسانتها من الأسلحة النووية، من دون أن يقدّم تفاصيل إضافية حول طبيعة أو توقيت هذه التجارب.
وأوضح ترامب في منشور على منصّته "تروث سوشيال" أنّه، "وبسبب برامج الاختبار النووي التي تقوم بها دول أخرى، وجّهتُ وزارة الحرب ببدء اختبار الأسلحة النووية الأميركية على قدم المساواة"، مضيفًا أنّ عمليات الاختبار ستنطلق فورًا.
يأتي هذا الإعلان بعد أقل من 24 ساعة على تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي كشف الأربعاء أنّ موسكو أجرت بنجاح تجربةً على مسيّرةٍ نوويةٍ تحت الماء قادرة على حمل رؤوسٍ نووية، في خطوةٍ اعتُبرت تحدّيًا مباشرًا لتحذيرات واشنطن.
وكان بوتين قد أعلن في وقتٍ سابق أنّ بلاده نفّذت أول اختبارٍ ناجحٍ لطوربيدٍ مسيّرٍ يعمل بمحركٍ نووي يُعرف باسم "بوسيدون" (Poseidon)، وهو سلاحٌ استراتيجي جديد يُعدّ منعطفًا خطيرًا في سباق التسلّح النووي العالمي وسط تصاعد التوتر بين موسكو والغرب.
وأوضح الرئيس الروسي أنّ التجربة شملت تشغيل المفاعل النووي الصغير داخل الطوربيد للمرة الأولى من غواصةٍ حاملة، مشيرًا إلى أنّ قدرة بوسيدون تفوق قوة الصاروخ الباليستي العابر للقارات "سارمات" (Sarmat)، الذي يُعتبر أحد أكثر الأسلحة الروسية تدميرًا. وأضاف أنّ السلاح الجديد "يشكّل نقلةً نوعية في القدرة الدفاعية الروسية"، مؤكدًا أنّه "لا يمكن اعتراضه بأي وسيلة دفاعية حالياً".
وبحسب خبراء الأسلحة، يُصنّف "بوسيدون" ضمن فئةٍ جديدة من الأسلحة النووية الاستراتيجية، إذ يُعتقد أنّه قادر على إحداث موجات تسونامي مشعّة يمكن أن تدمّر المدن الساحلية وتجعلها غير صالحةٍ للحياة. ويصفه محلّلون بأنه "أداة ردعٍ انتقامية"، إذ يستطيع التحرّك تحت الماء لمسافاتٍ قارية بسرعةٍ تصل إلى نحو 100 كيلومتر في الساعة، ما يجعله شبه غير قابل للرصد أو الاعتراض، وفق وكالة رويترز.
ويأتي الإعلان الأميركي في ظلّ تزايد حدّة سباق التسلّح النووي بين واشنطن وموسكو، لا سيّما بعد سلسلةٍ من الاختبارات الصاروخية الروسية الأخيرة، من بينها صاروخ "بوريفيستنيك" (Burevestnik) العامل بمحركٍ نووي.
ويُنظر إلى هذه التطوّرات المتسارعة على أنّها جزءٌ من مساعي بوتين لتحديث الترسانة النووية الروسية، في مواجهة ما تعتبره موسكو "التهديدات الغربية المتصاعدة"، خصوصًا بعد التوسّع في الدعم العسكري الغربي لأوكرانيا.