تحت شعار: "مرفأ جونية السياحيّ… بحرٌ من الفرص"، أُعيد افتتاح المرفأ في أيلول الماضي، ليُعاد إضاءته على خارطة المرافئ السياحية على البحر الأبيض المتوسّط، في خطوةٍ وُصفت بأنها إنجاز بنيوي وسياحي بعد ثلاثة عقود من الإهمال والإقفال.
ورغم الآمال التي رافقت الافتتاح بإطلاق الخطّ البحري بين مرفأ جونية ومرفأ لارنكا القبرصي، إلا أنّ الرحلات المنتظرة لم تبدأ بعد، ما أثار تساؤلاتٍ حول أسباب التأخير بعد مرور أكثر من شهرين على تدشين المرفأ.
أوضح وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني لـ "الديار"، أنّ "الخطّ البحري بين جونية ولارنكا أصبح جاهزًا من الناحية اللوجستية والفنية، بعد استكمال كل التحضيرات اللازمة وإعادة تأهيل المرفأ وتجهيزه وفق المعايير الدولية لاستقبال البواخر السياحية".
لكن التشغيل، بحسب الوزير، "تأجّل لأسبابٍ موسمية بحتة تتعلّق بطبيعة الملاحة البحرية وحركة السياحة خلال فصل الشتاء"، مشيرًا إلى أنّ "الظروف المناخية والعواصف البحرية في هذا الفصل تجعل من الصعب ضمان انتظام الرحلات واستدامتها، كما أنّ الكلفة التشغيلية العالية تتطلّب حدًّا أدنى من الطلب والحركة السياحية".
وأضاف رسامني: "نتوقّع أن يبدأ التشغيل المنتظم مع بداية الموسم السياحي المقبل في الربيع، أي اعتبارًا من نيسان المقبل، حين تكون الظروف الجوية والاقتصادية مؤاتية. نحن نتابع هذا الملف بالتنسيق مع السلطات القبرصية والجهات اللبنانية المعنية لضمان انطلاقةٍ ناجحة ومستدامة تعزّز موقع مرفأ جونية على خارطة الملاحة في شرق المتوسّط".
وأشار رسامني إلى أنّ إعادة افتتاح مرفأ جونية في أيلول شكّلت "محطّة وطنية وسياحية بارزة بعد أكثر من ثلاثين عامًا من التوقف"، لافتًا إلى أنّ المشروع شمل إعادة تأهيلٍ شاملة للبنى التحتية من المداخل والأرصفة إلى الإنارة والتجهيزات والخدمات المرافقة.
وفي 9 أيلول 2025، نال المرفأ شهادة الامتثال لـ ISPS Code (النظام الدولي لأمن السفن والمنشآت المينائية)، ما يعني أنّه بات مصنّفًا كمرفأ آمن ومعتمد دوليًا، وقادرًا على استقبال السفن السياحية والركّاب من أي مرفأ أوروبي دون قيود أمنية أو تنظيمية.
وأكد الوزير أنّ "الهدف من إعادة الافتتاح لم يكن رمزيًا فقط، بل استراتيجيًا، لإدماج جونية مجددًا في شبكة المرافئ السياحية الفاعلة وتنشيط الحركة الاقتصادية في الساحل الأوسط"، مضيفًا: "المرفأ يشكّل رئةً اقتصادية وسياحية لمنطقة كسروان وجبيل والمتن، ومن شأنه إعادة الحياة إلى الفنادق والمطاعم والأنشطة التجارية المحيطة".
وفيما تستكمل الوزارة الإجراءات التنظيمية والإدارية تمهيدًا لانطلاق التشغيل التجاري المنتظم، كشف رسامني أنّ عدّة شركات لبنانية ودولية أبدت اهتمامها بتنظيم رحلاتٍ سياحية من وإلى المرفأ، منها "سان جورج ماريتايم" وعدد من وكالات السفر البحرية.
وختم قائلاً: "إعادة افتتاح مرفأ جونية ليست نهاية مرحلة، بل بداية فصلٍ جديد في تاريخ المرافئ اللبنانية، فصل يعيد لبنان إلى دوره الطبيعي كبوّابةٍ بحريةٍ وسياحيةٍ مفتوحةٍ على أوروبا وشرق المتوسّط، والموسم المقبل سيكون الدليل العملي على نجاح هذا المسار".
 
                                                                                                         
                         
                                 
             
             
             
             
                    
                     
                    
                     
                    
                     
                    
                     
                    
                     
     
    
    