اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الجمعة 31 تشرين الأول 2025 - 08:09 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

قلق إسرائيل... تعاون عسكري تركي – سوري يدخل حيّز التنفيذ

قلق إسرائيل... تعاون عسكري تركي – سوري يدخل حيّز التنفيذ

يدخل التعاون العسكري بين أنقرة ودمشق مرحلة جديدة، بعد إعلان وزارة الدفاع التركية السماح لجنودٍ سوريين باستخدام ثكنات عسكرية تركية للتدريب، في خطوة وُصفت بأنها تهدف إلى تعزيز القدرات القتالية للجيش السوري.


وأوضحت الوزارة أنّ جهود تطوير القدرات العسكرية السورية تتواصل ضمن اتفاق التعاون الموقع بين الجانبين، وتشمل مجالات التدريب وتبادل الزيارات والدعم الفني، مشيرةً إلى أنّ وحدات محددة من الجيش السوري بدأت فعليًا التدريب داخل الأراضي التركية، فيما التحق 49 طالبًا سوريًا بالأكاديميات العسكرية التركية.


رأى الباحث في الشؤون العسكرية والأمنية ضياء قدور، في حديث إلى برنامج "غرفة الأخبار" عبر قناة "سكاي نيوز عربية"، أنّ هذا التطور يمثّل أكثر الخطوات عملية في تنفيذ التفاهمات السياسية السابقة، لا سيما تلك التي نصّت عليها اتفاقية التعاون العسكري الموقعة في آب الماضي، والتي جاءت ثمرة سلسلة من اللقاءات الأمنية والاستخباراتية بين الطرفين في أنقرة.


وأشار قدور إلى أنّ المرحلة الراهنة تشهد انتقالًا من التفاهمات اللفظية إلى التطبيق العملي، معتبرًا أنّ تدريب الضباط السوريين في الكليات الحربية التركية هو بداية اندماج عسكري فعلي بين البلدين وليس مجرّد تعاون تقني.


وأضاف أنّ أغلب الطلاب السوريين ينتمون إلى القوات الجوية، وهي – بحسبه – النقطة الأضعف حاليًا في بنية الجيش السوري نتيجة "الاستباحة شبه المطلقة" للأجواء السورية من قبل الطائرات الإسرائيلية.


ورأى أنّ هذه الخطوة تمثّل محاولة لإعادة توازن القوة داخل سوريا و"فرض معادلات ردع جديدة" في وجه التحديات القائمة.


يصف قدور العلاقة المستجدة بين أنقرة ودمشق بأنها دقيقة وتفصلها شعرة بين الاندماج العسكري والتبعية، موضحًا أنّ التنسيق القائم يهدف إلى بناء جيش سوري موحّد ومركزي قادر على فرض سيطرته على كامل الجغرافيا السورية، في إطار ما يسميه "تحالفًا دفاعيًا لمواجهة التهديدات الوجودية المشتركة".


ويلفت إلى أنّ التعاون يتركّز حاليًا على مراقبة الحدود ومكافحة التنظيمات العابرة للحدود والميليشيات الانفصالية، لكنه قد ينعكس أيضًا على العقيدة العسكرية السورية المستقبلية، خصوصًا لجهة تحديد الأعداء المحتملين وتثبيت التوجّه المناهض للقوى الكردية الساعية إلى إنشاء كيان مستقل شمال البلاد.


ويشير قدور إلى أنّ هذا التعاون لن يلقى ارتياحًا لدى بعض القوى في شمال شرق سوريا، لا سيّما قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، معتبرًا أنّ تعزيز القدرات الدفاعية والهجومية للجيش السوري عبر الدعم التركي سيُحدث واقعًا ميدانيًا جديدًا ويزيد الضغط على تلك القوات.


ويرى أنّ التطورات الأخيرة تضع "قسد" أمام خيارين: إمّا تطبيق اتفاق 10 آذار الموقّع مع الحكومة السورية، الذي ينصّ على تشكيل ثلاث فرق عسكرية تابعة للجيش السوري في الشمال الشرقي، أو مواجهة تصعيد عسكري لا يرغب به أي طرف.


وفي ما يتعلّق بموقف إسرائيل، يؤكد الباحث أنّها تتوجس من أي تعزيز لقدرات الجيش السوري، سواء تمّ عبر التعاون مع تركيا أو روسيا، لافتًا إلى أنّ الغارات الأخيرة على مواقع سورية – بينها قصف "مدرسة الدفاع الجوي" – تحمل رسالة مباشرة إلى أنقرة ودمشق.


وأضاف أنّ إسرائيل لن تتنازل عن حرية عملها في الأجواء السورية، في حين تعتبر دمشق أنّ امتلاك منظومات دفاع جوي متطورة هو حق سيادي لا يمكن التراجع عنه.


ويرى قدور أنّ هذه التحركات تعكس تحولًا نوعيًا في العلاقات التركية – السورية يقوم على الانتقال من الشك إلى التنسيق، ومن المواجهة إلى الشراكة الأمنية، مشيرًا إلى أنّ الطريق لا يزال محفوفًا بالتحديات بسبب الحساسية الإسرائيلية والهشاشة في شمال شرق البلاد.


ويختم بالتأكيد على أنّ أنقرة تسعى إلى تجنّب استفزاز إسرائيل في سياق تعزيز دفاعاتها شمال سوريا، فيما تراهن دمشق على أن التقارب العسكري مع تركيا سيمنحها قدرة أكبر على استعادة توازن القوى الميداني ويمهّد لإعادة بناء مؤسستها العسكرية على أسس جديدة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة