في ظلّ تصاعد التوتّرات المرتبطة بالأزمة الأوكرانية، أكّد مايكل فلين، المستشار السابق للأمن القومي الأميركي، أنّ الرئيس دونالد ترامب حريص على ألّا تُختتم سياسته تجاه أوكرانيا بـ"فشل دبلوماسي"، مشيرًا إلى أنّ الرئيس يسعى لتجنّب أي انزلاق نحو مواجهة عسكرية.
وقال فلين في مقابلة مع وكالة "نوفوستي" الروسية: "لا أعتقد أن دونالد ترامب يريد أن يُنظر إليه كرئيس فشل في الدبلوماسية أو السياسة، أنا ببساطة لا أرى ذلك" مستشهدًا بمقولة الفيلسوف العسكري كارل فون كلاوزفيتز: "الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى"، مضيفًا أنّ اللجوء إلى الحرب هو دليل على فشل الدبلوماسية.
وتأتي تصريحات فلين في وقتٍ تتزايد فيه المؤشرات على توتر العلاقات الأميركية-الروسية بشأن الملف الأوكراني، بعد أن كشفت صحيفة فاينانشال تايمز أنّ الولايات المتحدة ألغت قمة كانت مقررة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بسبب ما وصفته بـ"المطالب المتشددة" من موسكو حول أوكرانيا.
ورغم أن ترامب وصف مكالمته الهاتفية مع بوتين في 16 تشرين الأول بأنها كانت "مثمرة للغاية"، فإن مصادر دبلوماسية أكدت أنّ الرئيس الروسي أثار استياء نظيره الأميركي عندما تحدّث عن "النجاحات العسكرية الروسية" قرب مدينة كوبيانسك شرقي أوكرانيا وعلى طول نهر أوسكيل.
وكان الزعيمان قد التقيا في 15 آب الماضي في ألاسكا، حيث ناقشا سبل تسوية النزاع الأوكراني، ووصفا اللقاء بأنه "إيجابي"، فيما أكّد بوتين لاحقاً أنّ التوصل إلى تسوية ممكن "إذا تمّ التعامل مع الأسباب الجذرية للأزمة"، في إشارة إلى مخاوف موسكو من توسّع حلف الناتو شرقاً.
وتسعى إدارة ترامب، وفق مراقبين، إلى تجنّب أي فشل دبلوماسي قد يُستغل سياسيًا ضده مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية، في وقتٍ تبقى فيه المفاوضات حول أوكرانيا معلقة بين مطالب متناقضة وحسابات استراتيجية معقّدة.
الـــمــــزيــــــــــد
