تحققت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية من صور أقمار اصطناعية تُظهر سفينة حربية أميركية على بُعد أقل من 200 كيلومتر من الساحل الفنزويلي، أثناء تنفيذها تدريبات عسكرية بالذخيرة الحية في البحر الكاريبي.
وقال الخبير العسكري والعقيد الأميركي السابق مارك كانسيان إنّ "العملية قد تُعتبر من قبل النظام الفنزويلي، الذي يتسم بحكمه السلطوي بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو، رسالة ترهيب واستفزاز".
ويأتي هذا التطور في وقتٍ تكثّف فيه الولايات المتحدة وجودها العسكري في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ الشرقي، من خلال نشر قطع بحرية وطائرات وآلاف الجنود ضمن عمليات عسكرية متزامنة.
وبينما تؤكد واشنطن أنّ الهدف من هذه التحركات هو مكافحة شبكات تهريب المخدرات، أثارت الخطوة تكهّنات حول احتمال شنّ ضربات على أهداف عسكرية فنزويلية من دون موافقة الكونغرس الأميركي.
واتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، يوم الجمعة، الولايات المتحدة بـ"اختلاق رواية زائفة لتبرير هجوم عسكري وتغيير النظام في البلاد".
وفي 24 تشرين الأول، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّ "نسبة المخدرات التي تصل عن طريق البحر انخفضت إلى 5 بالمئة مما كانت عليه العام الماضي، لذا بدأ المهرّبون باستخدام الطرق البرّية، وسنتعامل مع ذلك قريباً"، قبل أن ينفي لاحقاً نيّته تنفيذ ضربات داخل فنزويلا، في تراجعٍ واضح عن تصريحاته السابقة.
ووفقًا لإعلانات نُشرت على منصّتَي Truth Social وإكس من ترامب ووزير الحرب الأميركي بيت هيغسِث، فقد قُتل 61 شخصاً في ضربات استهدفت قوارب منذ بدء العمليات في 2 أيلول.
وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية التي تحققت منها "سكاي نيوز" موقع المدمرة الأميركية "يو إس إس آيوو جيما" (USS Iwo Jima) أثناء تنفيذها تدريبات بالذخيرة الحية، على بُعد أقل من 200 كيلومتر من الساحل الفنزويلي.
وتُعدّ "آيوو جيما" سفينة هجومية برمائية تُستخدم في عمليات الإنزال العسكري، وتشكل جزءاً أساسياً من قوات الانتشار السريع الأميركية. وقد رُصدت السفينة إلى جانب مدمرتين أميركيتين أخريين على بُعد نحو 20 كيلومترًا منها.
ويأتي وصول "آيوو جيما" بعد إعلان نقل حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد آر فورد" إلى البحر الكاريبي برفقة ثلاث مدمرات أخرى.
وقال شون بارنيل، مساعد وزير الحرب الأميركي للشؤون العامة، في منشور على منصة "إكس" بتاريخ 24 تشرين الأول، إنّ هذه القوات تهدف إلى "تعزيز القدرات القائمة لتعطيل تهريب المخدرات وتفكيك المنظمات الإجرامية العابرة للحدود".
ورغم تأكيد واشنطن أنّ الهدف من هذه التحركات هو استهداف قوارب يُشتبه في تهريبها للمخدرات، إلا أنّه لا يوجد حتى الآن دليل واضح يدعم هذا الادعاء.
ويُظهر الانتشار العسكري الأخير أنّ نحو 14 بالمئة من أسطول البحرية الأميركية بات متركزاً في منطقة البحر الكاريبي، في ما يُعتبر تصعيدًا عسكريًا ملحوظًا في محيط فنزويلا.
كما رُصدت حاملة الطائرات "جيرالد آر فورد" في 29 تشرين الأول قرب السواحل الإيطالية، أثناء توجّهها نحو البحر الكاريبي ضمن الانتشار العسكري المتوسّع.