أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، أن بلاده دخلت "مرحلة جديدة" تهدف إلى إنهاء عنف المسلحين الأكراد، معلنًا انفتاحه على فكرة منح زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان، فرصة لإلقاء كلمة أمام البرلمان.
وأوضح أردوغان أنّه أجرى الأسبوع الماضي محادثات "بنّاءة للغاية" مع قادة حزب المساواة والديمقراطية للشعوب المؤيد للأكراد، الذين طرحوا فكرة إلقاء أوجلان كلمة أمام لجنة برلمانية تناقش مسألة نزع سلاح حزب العمال الكردستاني، داعيًا جميع الأطراف إلى المشاركة في هذا المسار.
وقال أردوغان خلال كلمة أمام نواب حزبه العدالة والتنمية الحاكم: "يبدو أننا وصلنا إلى مفترق طرق جديد في المسار الذي سيقودنا إلى تركيا خالية من الإرهاب. على الجميع أن يبادروا ويقوموا بدورهم"، مضيفًا: "نعتبر أنه من المهم للغاية الاستماع إلى جميع الأطراف المعنية دون استبعاد أحد، وإتاحة التعبير عن الآراء المختلفة، حتى لو كانت معارضة".
وقد تشير هذه التصريحات إلى احتمال تواصل جديد مع أوجلان، المسجون منذ عام 1999، والذي لعب سابقًا دورًا محوريًا في دعوة حزب العمال الكردستاني إلى نزع السلاح وحلّ نفسه، وهي خطوات أعلنها في وقت سابق من العام الجاري.
من جهته، دعا حزب المساواة والديمقراطية للشعوب إلى السماح للجنة البرلمانية التي تضم ممثلين عن عدة أحزاب، بالتواصل مع أوجلان في السجن، معتبرًا أنه لا يزال شخصية محورية لدى الرأي العام الكردي، وشارك في جهود سابقة لإحلال السلام، فيما لم تؤكد حكومة أردوغان بعد اتخاذ مثل هذه الخطوة.
وجاءت تصريحات أردوغان بعد يوم من تصريحٍ لحليفه القومي دولت بهجلي، الذي رأى أنه سيكون "من المفيد" إطلاق سراح صلاح الدين دمرداش، زعيم حزب الشعوب الديمقراطي السابق المسجون منذ عام 2016.
وكان بهجلي قد فتح الباب عمليًا أمام احتمال استئناف عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني، حين طرح الفكرة العام الماضي، رغم مواقفه المناهضة تقليديًا للمطالب السياسية الكردية.
وختم أردوغان بالقول: "بمزيد من الشجاعة والجهد، وبإذن الله، سنختتم هذه العملية بنجاح".