اقليمي ودولي

24
الأربعاء 05 تشرين الثاني 2025 - 16:41 24
24

بعد الخيبات الإقليمية... روسيا تخسر نفوذها في الشرق الأوسط

بعد الخيبات الإقليمية... روسيا تخسر نفوذها في الشرق الأوسط

كشفت مجلة ناشونال إنتريست الأميركية في تحليل مطوّل أن الموقع الرسمي للكرملين المخصّص للقمة الروسية-العربية الأخيرة تحوّل إلى "وثيقة رمزية بلا مضمون"، إذ امتلأ بعبارات تعريفية وروابط إعلامية لقمة لم تُعقد أساسًا، بعدما اضطر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إلغائها قبيل موعدها في 15 تشرين الأول 2025، عقب وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى المنطقة للاحتفال بخطته لوقف إطلاق النار في غزة.


وبحسب المجلة، كانت القمة تُفترض أن تكون استعراضًا للعلاقات الروسية مع العالم العربي، لكنها انتهت إلى "إخفاق مُذلّ" بعدما اضطر وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى الاعتراف علنًا بأن روسيا لم تُدعَ إلى الاجتماع، قائلاً: "ليس الجميع يروق لهم الشراكة بين روسيا والعالم العربي."


في المقابل، اكتفى بوتين ببديل رمزي تمثل في زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو بعد لقائه ترامب في الرياض، في خطوة قالت المجلة إنها تحمل دلالات رمزية أكثر منها سياسية حول رغبة موسكو في إظهار صمودها رغم العزلة الدبلوماسية.


وأضافت المجلة أنّ علاقات روسيا بالشرق الأوسط بلغت أدنى مستوياتها بعد أن تكبّدت حلفاؤها التقليديون في المنطقة خسائر فادحة: فـ"حماس" و"حزب الله" تلقّتا ضربات إسرائيلية قاسية، فيما انهار نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول الماضي، وانتهى بالرئيس السابق لاجئًا في موسكو.


وأشارت ناشونال إنتريست إلى أنّ الحرب الإسرائيلية ضد إيران في حزيران الماضي، والتي استمرت 12 يومًا، مثّلت ذروة الانهيار لمحور "المقاومة"، بعدما دمّرت الضربات الإسرائيلية منشآت نووية رئيسية وصَفّت جزءًا من القيادة العسكرية الإيرانية.


ورأت المجلة أنّ زيارة الشرع إلى موسكو جاءت "لتذكير العالم بأنّ روسيا ما زالت فاعلاً أساسيًا في المنطقة"، خصوصًا بعد إعلانه عزمه على "إعادة بناء العلاقات وتعريفها من جديد" مع موسكو، وتأكيده الالتزام بالاتفاقات السابقة، بما فيها القاعدتان الروسيتان في طرطوس وحميميم.


وأضاف التقرير أنّ الحرب الإسرائيلية ضد قطر في أيلول الماضي، والتي فشلت في اغتيال قادة من "حماس"، كشفت حدود النفوذ الأميركي والإسرائيلي في المنطقة، وأضعفت ثقة بعض الدول العربية بقدرة واشنطن على ضبط تل أبيب.


واعتبرت المجلة أنّ هذا الواقع يمنح النهج الروسي البراغماتي فرصة لإعادة ترسيخ حضور موسكو في المنطقة، من خلال علاقات متنامية مع دول الخليج العربي وابتعاد تدريجي عن صورتها التقليدية كحليف حصري لإيران.


واختتمت ناشونال إنتريست تحليلها بالقول إنّه رغم الإخفاقات المتتالية، فإن روسيا لا تنوي مغادرة الشرق الأوسط، وربما يجد بوتين قريبًا "اللحظة المناسبة لعقد قمته المؤجلة مع القادة العرب".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة