اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الأربعاء 05 تشرين الثاني 2025 - 18:24 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

إسرائيلية تكشف تفاصيل صادمة عن أسرها في العراق: "عذبوني والضابط كان مهووساً بالجنس"

إسرائيلية تكشف تفاصيل صادمة عن أسرها في العراق: "عذبوني والضابط كان مهووساً بالجنس"

في أول مقابلة صحفية لها منذ الإفراج عنها، كشفت الباحثة الإسرائيلية الروسية إليزابيت تسوركوف، التي احتُجزت لأكثر من عامين ونصف في العراق على يد ميليشيا شيعية مدعومة من إيران، عن تفاصيل مروّعة حول ما وصفته بـ"الجحيم الذي عاشته في الأسر"، متحدثة عن التعذيب الجسدي والنفسي والاعتداءات الجنسية التي تعرّضت لها.


وقالت تسوركوف، البالغة من العمر 38 عاماً، في حديثها لصحيفة نيويورك تايمز، إنّها كانت تُضرب بشكل شبه يومي، وتُعلق من السقف لساعات طويلة، وتُصعق بالكهرباء، في حين كان المحققون يجبرونها على الجلوس في أوضاع مؤلمة تسبب لها إصابات في الظهر والكتفين. وأضافت: "كانوا يسكبون الماء على وجهي حين أفقد الوعي ليستمروا في الجولة التالية من التعذيب... استخدموني ككيس ملاكمة".


تسوركوف، التي أُفرج عنها في أيلول الماضي بعد 903 أيام من الاحتجاز، كانت قد اختُطفت من وسط بغداد على يد عناصر من ميليشيا كتائب حزب الله، إحدى أقوى المجموعات المسلحة في العراق والمدعومة من طهران. وقالت إنها قررت التحدث علناً اليوم "لمنح صوت للضحايا العراقيين الذين يعانون من العنف ذاته على يد الميليشيا نفسها".


وأوضحت الباحثة أنّها خضعت لتحقيقات مطوّلة بعد أن اكتشف خاطفوها هويتها الإسرائيلية، حيث تحوّلت المعاملة معها من محاولة طلب فدية إلى اتهامها بالتجسس. وقالت: "عندما أنكرت، بدأوا يعلّقونني من جديد ويضربونني حتى أفقد الوعي. في النهاية، بدأت أختلق اعترافات وهمية فقط كي يتوقفوا عن تعذيبي".


وروت تسوركوف أنّ "الكولونيل" الذي كان يتولى التحقيق معها كان "مهووساً بالجنس"، وقالت: "كان يلمسني ويهددني بالاغتصاب يومياً، كان يتلذذ بإذلالي، كان يتحدث معي بطريقة فاضحة ومقززة. لم ينفّذ تهديده، لكنه استخدم الخوف كسلاح دائم".


تسوركوف تحدثت أيضاً عن اللحظة التي اختُطفت فيها في بغداد، إذ استدرجتها امرأة عبر تطبيق "واتساب" إلى مقهى للقاء بحثي، لكنها لم تصل. وعند عودتها إلى منزلها، أوقفت سيارة سوداء بجانبها، خرج منها عدة رجال قاموا بخطفها بالقوة. وقالت: "صرخت وحاولت المقاومة، لكنهم ضربوني واعتدوا عليّ حتى كادوا يكسرون أصابعي، وعندها أدركت أنه لا فائدة من المقاومة".


تم تقييد يديها بأصفاد بلاستيكية وتغطية رأسها بكيس، ثم أُلقِيَت في صندوق السيارة ونُقلت إلى منزل كبير، حيث احتُجزت هناك في الأشهر الأولى، داخل غرفة صغيرة بلا نوافذ، وتحت مراقبة مستمرة من كاميرتين. وقالت: "لم أرَ الشمس لعامين كاملين، كنت أعيش في ظلام وبلا طعام كافٍ أو تواصل مع أي إنسان".


في مرحلة لاحقة من احتجازها، وتحديداً في آب 2023، نُقلت تسوركوف إلى مكان جديد حيث تحسنت ظروفها نسبياً. وأوضحت: "الحراس الجدد لم يعذبوني، سمحوا لي باستخدام الحمام والمطبخ، وقدموا لي بعض الكتب، حتى إن أحد الممرضين شجعني على الكتابة كوسيلة للعلاج النفسي". لكنها أضافت أنّها ظلت تعاني من آلام حادة في جسدها وإصابات دائمة، قائلة: "أسناني تكسرت، وعظامي لم تلتئم كما يجب، وأحياناً كنت أتمنى الموت فقط لأتوقف عن الألم".


تسوركوف رجّحت أنها احتُجزت في قاعدة تابعة لميليشيا كتائب حزب الله بالقرب من الحدود الإيرانية، مشيرةً إلى أنها كانت تشعر باهتزازات ناتجة عن الغارات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية في العراق خلال الحرب بين إسرائيل وإيران.


وأشارت إلى أنّ الإفراج عنها جاء بشكل مفاجئ، بعد ضغوط سياسية ودبلوماسية أميركية كبيرة. وقالت: "دخلت سيارة إلى القاعدة، وضعوني فيها معصوبة العينين، وبعد يوم واحد سلّموني إلى مسؤول في الحكومة العراقية. عندما قال لي بالإنجليزية إنني بأيدٍ آمنة، انهرت باكية. كانت المرة الأولى التي أرى فيها امرأة منذ أكثر من عامين".


وأضافت تسوركوف أنّ الوسيط الذي ساهم في إطلاق سراحها هو رجل الأعمال الأميركي مارك سافيا، المقرب من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مؤكدة أنّ "الضغوط الأميركية كانت العامل الحاسم في الإفراج عنها"، وقالت: "أنا متأكدة أنني كنت سأموت هناك لولا ذلك التدخل".


منذ عودتها إلى إسرائيل، تخضع تسوركوف لعلاج طبي ونفسي طويل في مركز شيبا الطبي، حيث أكد أطباؤها أنها تعاني من أضرار عصبية دائمة وإصابات متعدّدة ناجمة عن التعذيب. وقالت في ختام حديثها: "أنا حية جسدياً، لكن روحي لا تزال هناك... في تلك الغرفة المظلمة التي لم تدخلها الشمس يوماً".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة