"ليبانون ديبايت"
تسود العلاقة بين رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام مرحلة دقيقة يمكن وصفها بـ "الأزمة الصامتة"، إذ تخفي التصريحات الهادئة واللقاءات البروتوكولية خلفها تباينات عميقة في الرؤية إلى إدارة الدولة وصنع القرار السياسي.
فالرئيس سلام يتمسّك بحقّ الحكومة بأن تكون صاحبة القرار التنفيذي الفعلي، ولا سيّما في الملفات الحساسة كالسلاح، والتعيينات، والإصلاح المالي، معتبرًا أن صلاحيات مجلس الوزراء يجب أن تبقى مصانة. في المقابل، يرى الرئيس عون أنّ بعض هذه القضايا تمسّ أمن الدولة وهيبتها، وتتطلّب توافقًا وطنيًا واسعًا قبل أي خطوة عملية.
وازداد التوتر مؤخرًا مع تصاعد الحديث عن مفاوضات الترسيم والملفات الإقليمية، حيث برز اختلاف واضح في مقاربة الطرفين للعلاقة مع حزب الله ودور لبنان الخارجي.
ومع ذلك، يدرك كلّ من سكان بعبدا وساكن السراي أنّ الانفجار السياسي الكامل غير وارد في هذه المرحلة، وأن أي مواجهة مباشرة قد تُفقد لبنان ما تبقّى من تماسك مؤسساته. لذلك، تُدار المرحلة الحالية على قاعدةٍ، ابتسامات أمام الكاميرات، وريبة خلف الأبواب المغلقة.