"ليبانون ديبايت"
ساعات معدودة ويحطّ الرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض وذلك بعد ساعاتٍ معدودة أيضاً على رفع اسمه عن لائحة العقوبات الدولية، في زيارةٍ يصح وصفها بالمفصلية التي سترسم خطاً ما بين حقبة سورية سابقة وحقبة سورية جديدة، على مستوى العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية.
وإذا كانت زيارة الشرع ليست الأولى إلى الولايات المتحدة، فإن المغزى منها يتعدى صورته في البيت الأبيض إلى جانب الرئيس دونالد ترامب، إذ تقول أوساط سياسية عليمة إن محور اللقاء التاريخي، هو رفع العقوبات عن سوريا بالنسبة للرئيس السوري فيما الهدف الفعلي للرئيس ترامب، هو إعادة تشكيل التوازن الإقليمي.
وتقرّ الأوساط السياسية ل"ليبانون ديبايت"، بأن زيارة الرئيس الشرع إلى واشنطن، تحسم بأن انضمام دمشق إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب، لكنها لا تضعها في أي جبهة أو محور دولي، خصوصاً وأن الشرع عاد أخيراً من زيارة هي أكثر من مهمة إلى روسيا.
وبالتالي، فإن هذا التموضع السوري الجديد سيترك بصمته في المنطقة وضمناً على الساحة اللبنانية، حيث أنه سيكون للحدث المتمثل بإعلان شراكة سوريا مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في محاربة الإرهاب وقطع قنوات تمويله في المنطقة، عدة مجالات للترجمة بدءاً من الساحة السورية إلى الساحات المجاورة.
وعلى المستوى المالي والإقتصادي السوري، تقول الأوساط إن عقوبات قيصر لم تُرفع بشكل كامل، وهو ما ينعكس بشكل سلبي على الإقتصاد اللبناني، خصوصاً وأن سوريا لم تنضمّ بعد إلى النظام المالي العالمي.
وأمّا على المستوى السياسي، فتكتفي الأوساط بالإشارة إلى ان ملف العلاقات بين دمشق وبيروت هو حالياً عند المملكة العربية السعودية، لكن واشنطن تدفع باتجاه ضبط الحدود اللبنانية – السورية ووقف عمليات تهريب المال والسلاح إلى "حزب الله"، وبالتوازي تبرز عناوين عدة لزيارة الشرع إلى البيت الأبيض، وقد يكون أبرزها إلى جانب ملف العقوبات، ملف العلاقات مع إسرائيل والتي ما زالت عند مفترق طرق، ولم يحدد الشرع الطريق التي سيسلكها من أجل "كفّ شرّ إسرائيل عن سوريا".
الـــمــــزيــــــــــد
