المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الاثنين 10 تشرين الثاني 2025 - 10:01 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

بالفيديو: نار التوتر المذهبي تشتعل... إمام مسجد يقود حملة لطرد الشيعة من السيدة زينب

بالفيديو: نار التوتر المذهبي تشتعل... إمام مسجد يقود حملة لطرد الشيعة من السيدة زينب

تعيش منطقة ريف دمشق على وقع توتر مذهبي متصاعد يهدد بإشعال فتنة جديدة، بعدما قاد إمام مسجد في بلدة حجيرة حملة تحريض علنية ضد أبناء المذهب الشيعي في محيط مقام السيدة زينب، ما أدى إلى خروج مظاهرات ليلية طالبت بطردهم من المنطقة، وسط مخاوف جدية من انزلاق الأوضاع إلى صدام أهلي واسع يعيد شبح الحرب الطائفية إلى الواجهة.


المرصد السوري لحقوق الإنسان وثّق بالصوت والصورة مشاهد من التوتر الطائفي المتصاعد، مؤكداً أن إمام المسجد المذكور لعب دورًا محوريًا في تأجيج المشاعر والتحريض على ما وصفه بـ"مواجهة المدّ الشيعي"، وهو خطاب يرى المرصد أنه ينذر بخطر حقيقي على التماسك الاجتماعي الهش في العاصمة السورية ومحيطها الجنوبي.


وبحسب المعطيات التي نقلها المرصد، خرجت مظاهرة في بلدة السيدة زينب بمشاركة عشرات الأشخاص، وتركزت الهتافات خلالها ضد الشيخ أدهم الخطيب، أحد أبرز رجال الدين الشيعة في المنطقة، وذلك بعد أسبوع من إشرافه على ترميم وافتتاح "حسينية الزهراء". وتُظهر التسجيلات المصوّرة مشادات وعبارات حادة من قبل متظاهرين طالبوا بإغلاق الحسينيات، معتبرين أن وجودها "يثير الحساسيات الطائفية" في منطقة يغلب عليها الطابع المختلط بين نازحين من الجولان ومحافظات سورية أخرى.


المصادر نفسها أشارت إلى أن الشيخ الخطيب، الذي يُعدّ ممثلاً للمرجع الراحل السيد محمد حسين فضل الله، يتبع خطاً دينياً معتدلاً يدعو إلى الوحدة الإسلامية ويرفض أي إساءة لرموز المذاهب الأخرى. ورغم ذلك، يرى أبناء الطائفة الشيعية في السيدة زينب أن الحملة ضده ليست دينية بل سياسية وطائفية، وتستهدف الوجود الشيعي برمّته في المنطقة التي تحتضن مقامًا يعد من أبرز المزارات الدينية في العالم الإسلامي.


المرصد السوري حذّر في بيانه من تنامي الخطاب الطائفي والإقصائي، ودعا المجتمع الدولي إلى الضغط على السلطات السورية من أجل اتخاذ إجراءات حازمة لمنع تكرار مثل هذه الأحداث، وضمان احترام حرية المعتقد وحماية التنوّع المذهبي الذي تميّزت به سوريا لعقود.


يُذكر أن الشيخ أدهم الخطيب كان قد ألقى في 12 آب الماضي خطبة لاذعة في مقام السيدة زينب، انتقد فيها بشدة ما وصفه بـ"الانتهاكات والتجاوزات" التي يتعرض لها أبناء الطائفة الشيعية في المنطقة على يد مجموعات محسوبة على السلطة، مشيرًا إلى أن هذه التجاوزات تشمل مصادرة البيوت، وطرد أصحابها، وسرقة ممتلكاتهم تحت ذرائع "أمنية أو عقائدية" لا أساس لها من الشرع أو القانون.


الخطيب أوضح في حينه أن الاعتداءات بلغت حدّ رمي القنابل على المنازل والسيارات، وفرض الإتاوات على السكان وابتزازهم ماليًا، وصولاً إلى تهديدهم بالرحيل، مشددًا على أن هذه الأفعال تُرتكب تحت غطاء طائفي مكشوف وترافقها عبارات مهينة بحق الأهالي.


التطورات الأخيرة في ريف دمشق تُعيد التذكير بخطورة الانقسام المذهبي الذي يسعى النظام السوري إلى احتوائه ظاهريًا، في حين تغذّيه الصراعات المحلية وصراع النفوذ بين الموالين لإيران والمعارضين لوجودها. وبين مقام السيدة زينب الذي تحوّل إلى رمز ديني وسياسي، ومحيطه الذي يشتعل بالتحريض، يبدو المشهد مرشحًا لمزيد من التدهور ما لم تُتخذ إجراءات عاجلة لاحتواء الفتنة قبل أن تتجاوز السيطرة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة