المحلية

placeholder

وليد خوري

ليبانون ديبايت
الاثنين 10 تشرين الثاني 2025 - 10:43 ليبانون ديبايت
placeholder

وليد خوري

ليبانون ديبايت

حارث سليمان... بين وهم القيادة وهندسة الانقسام

حارث سليمان... بين وهم القيادة وهندسة الانقسام

"ليبانون ديبايت" – وليد خوري


في كلّ استحقاق انتخابي لبناني، تتكرّر الظاهرة ذاتها: يظهر الدكتور حارث سليمان في الواجهة كمنظّرٍ للمعارضة الشيعية، ثم ما يلبث أن يتحوّل إلى عائقٍ أمام أيّ تقاربٍ فعلي بين القوى والمجموعات الساعية إلى مواجهة هيمنة الثنائي الشيعي في الجنوب والبقاع والضاحية.


المشكلة لا تكمن في آرائه بحدّ ذاتها، بل في نزوعه الدائم إلى احتكار القيادة وتحديد من يترشّح، ومن يتكلّم، ومن يُموَّل، وكأنّ المعارضة مشروعٌ شخصي لا وطني.


منذ الانتخابات السابقة عامي 2018 و2022، أصرّ سليمان على أن يكون المقرّر في كلّ ما يتعلّق باللوائح الشيعية المعارضة، من بيروت إلى النبطية، مرورًا ببعلبك وجبيل وبعبدا. ورغم فشله في كلّ مرة، إلا أنّه ينجح دائمًا في تعطيل أكثر من مبادرة توحيد بين المجموعات المستقلة والوجوه الجديدة في الجنوب والبقاع، فقط لأنه لم يُمنح موقع القيادة السياسية أو الإعلامية، ولأنه لا يتمتّع بحيثية شعبية تخوّله الترشّح والفوز.


هذا السلوك يتكرّر اليوم مع اقتراب الاستحقاق النيابي لعام 2026، إذ يسعى سليمان إلى التحكّم بقيادة المعارضة الشيعية، وفرض نفسه كممرٍّ إلزامي لأيّ تمويلٍ من الجهات الداعمة.

النتيجة: تفكّكٌ في الصفوف وتراجعٌ في الحماسة داخل المجموعات الشبابية والمدنية التي كانت تُعوّل على تشكيل لوائح متعدّدة ومنسجمة في أكثر من دائرة.


تصرّف سليمان بهذه الطريقة لم يمرّ بهدوء داخل "المنبر الوطني للإنقاذ"، الإطار الذي كان يُفترض أن يجمع معارضين شيعة حول مشروعٍ وطنيٍّ مشترك.

الخلافات تصاعدت بعد محاولته فرض قرارات مالية وتنظيمية من دون تشاور، ما دفع شخصيات مثل الكاتب السياسي حنّا صالح إلى الانسحاب من المنبر احتجاجًا على تفرده بالقرار. كما برزت توتّراتٌ حادّة بينه وبين علي مراد، وصلت إلى حدّ القطيعة السياسية، بعدما اتّهم الأخير سليمان بتعطيل أيّ عملٍ ميداني لا يخدم طموحاته الشخصية.


تفيد مصادر عدّة بأنّ سليمان والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي الذي يديره، تلقّيا دعمًا ماليًا من منظمة "كلّنا إرادة"، تحت عناوين ثقافية وتنموية، لكنّها صُرفت في الواقع على نشاطات ذات طابعٍ سياسي وإعلامي.


العلاقة بين الطرفين تحوّلت إلى شراكةٍ ماليةٍ أكثر منها فكرية، ما جعل العديد من الناشطين المستقلّين يتّهمونه بتحويل العمل المعارض إلى منصّة تمويلٍ شخصي، بدل أن يكون مسارًا لبناء بديلٍ سياسي حقيقي داخل البيئة الشيعية.


بهذا السلوك، يكرّس حارث سليمان صورة "المعارض المعطِّل" الذي يُفكّك أكثر ممّا يجمع، ويُعطّل أيّ مشروعٍ جماعي باسم "القيادة".


ومع كلّ دورةٍ انتخابيةٍ جديدة، يتبيّن أنه لا يسعى إلى تغيير المعادلة بقدر ما يسعى إلى الاستفادة من فشلها، سياسيًا وماليًا.


في النهاية، من يُعطّل ولادة معارضةٍ حقيقية، إنما يخدم الثنائي نفسه الذي يدّعي أنه يقاومه.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة