شهدت العاصمة الصربية بلغراد، مساء الثلاثاء، تظاهرة شارك فيها مئات المواطنين والطلاب احتجاجاً على خطة تهدف إلى هدم المقرّ السابق لقيادة الجيش اليوغوسلافي، تمهيداً لإقامة مجمع فندقي فاخر يخطط جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لتشييده في الموقع التاريخي.
“الحكومة تشرعن جريمتها”
ورُفعت خلال التظاهرة شعارات منددة بقرار الحكومة، بعدما صوّت البرلمان الصربي قبل أيام على قانون خاص يصنّف المشروع كـ"مشروع عاجل"، ما يتيح تسريع الحصول على التراخيص اللازمة لبدء الهدم.
وقالت الطالبة فالنتينا مورافسيفيتش لتلفزيون محلي: "قررت هذه الحكومة تمرير قانون خاص لشرعنة جريمتها. يمكنهم الآن تدمير المبنى بشكل قانوني، لكننا لن نسمح بذلك. تاريخنا وتراثنا الثقافي ليسا للبيع."
“استثمار ضخم لصربيا”
من جهته، دافع الرئيس ألكسندر فوتشيتش عن المشروع، مؤكداً أنّه "ليس بيعاً بل عقد إيجار طويل الأمد"، وأن الحكومة الصربية "تقدّم الأرض في مقابل استثمار بقيمة 650 مليون يورو على الأقل".
وأضاف في مقابلة مع قناة "بينك تي في": "إنه استثمار ضخم سيسهم في جذب السياح ورفع قيمة العقارات في بلغراد."
مشروع مثير للجدل
ويكتسب المشروع حساسية خاصة لأن المقرّ العسكري الذي يعود إلى ستينيات القرن الماضي تعرّض للتدمير خلال غارات حلف شمال الأطلسي (ناتو) بقيادة الولايات المتحدة عامي 1998 و1999 لإنهاء حرب كوسوفو.
وفي عام 2024، وقّعت شركة "أفينيتي بارتنرز" التي يملكها كوشنر عقد إيجار لمدة 99 عاماً للموقع المقابل للمبنى الحكومي ووزارة الخارجية، بعد أن ألغت السلطات وضعه كموقع محمي “ذي قيمة ثقافية”.
لكنّ المشروع أُعلّق في أيار/مايو الماضي عقب فتح تحقيق في شبهات تزوير وثائق رُفعت بموجبها الحماية القانونية عن المبنى.
ويُشارك في المشروع شركة “إيغل هيلز” الإماراتية، التي تقود منذ عام 2015 مشروعاً عمرانياً واسعاً على ضفاف نهر سافا، أثار هو الآخر انتقادات واسعة من المعارضة والأهالي.
الـــمــــزيــــــــــد
