اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الأربعاء 12 تشرين الثاني 2025 - 14:32 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

بين واشنطن وطهران... العراق يعود إلى قلب الصراع الإقليمي

بين واشنطن وطهران... العراق يعود إلى قلب الصراع الإقليمي

وسط مشهد إقليمي متشابك تتقاطع فيه المصالح الأميركية والإيرانية، يجد العراق نفسه مجدداً في قلب لعبة النفوذ بين القوتين، مع مؤشرات متزايدة على حضور إيراني مباشر في العملية السياسية، مقابل تراجع نفوذ واشنطن التي توصف سياساتها الأخيرة بأنها “تسليم فعلي للملف العراقي إلى طهران”.


تزامناً مع الانتخابات البرلمانية العراقية، تتزايد التساؤلات حول مستقبل القرار الوطني واستقلاليته، خصوصاً بعد صدور مواقف متناقضة بين المؤسسات العراقية بشأن التدخل الإيراني.


الخبير في الشؤون الاستراتيجية أعياد الطوفان قال في حديث لـ"سكاي نيوز عربية" إن التدخل الإيراني بدأ مبكراً منذ إعلان طهران رفضها لأي تدخل أميركي في الشأن العراقي، وهو موقف وصفته بغداد بدايةً بـ"المستفز"، قبل أن تعود وتقدّمه في إطار "التعاون الإقليمي الإيجابي"، وفق تعبير وكيل وزارة الخارجية محمد بحر العلوم.


وأشار الطوفان إلى أن مستشاراً في السفارة الإيرانية شوهد يتنقل بين مراكز الاقتراع من دون إذن رسمي، ما يثير تساؤلات عن حدود الدور الدبلوماسي الإيراني، مؤكداً أن "العراق تحول إلى نقطة توازن حساسة بين قوتين: إيران التي تدير اللعبة عبر الفصائل المسلحة، والولايات المتحدة التي تمسك بالملفات المالية والنفطية".


وأضاف أن "واشنطن سلّمت العراق لطهران على طبق من ذهب"، معتبراً أن إيران ترى في العراق رئتها الاقتصادية والسياسية الأخيرة بعد تراجع نفوذها في لبنان وسوريا وغزة.


تُعد الانتخابات الحالية الأغلى والأوسع في تاريخ العراق الحديث، بمشاركة 7700 مرشح ضمن 114 قائمة على 329 مقعداً، وبتكلفة مالية تُقدّر بين 3 و5 مليارات دولار.

ويرى الطوفان أن العملية تحولت إلى "معركة تمويل سياسي" أكثر منها منافسة تنموية، مشيراً إلى أن إيران “حرّكت أدواتها المذهبية والسياسية حتى داخل الأوساط السنية والقومية لضمان نتائج تصب في مصلحتها”.


على المستوى الشعبي، يلفت الطوفان إلى أن العراقيين أبدوا رغبة حقيقية في استعادة القرار الوطني، لكنها تصطدم بـ"هيمنة الأحزاب المسلحة التي تجمع بين العمل السياسي وحمل السلاح"، ما يجعل صناديق الاقتراع عرضة "للابتزاز والتوجيه".


إقليمياً، أكد أن العراق ما زال ساحة مفتوحة للصراع الأميركي – الإيراني، في وقت تتابع فيه إسرائيل الوضع بقلق تحسباً لاستخدام الأراضي العراقية في أي مواجهة مقبلة، بينما تحذّر واشنطن من انخراط بغداد في نزاعات إقليمية جديدة.


ميدانياً، أعلن رئيس اللجنة الأمنية العليا للانتخابات الفريق أول الركن قيس المحمداوي أن العملية الانتخابية "سارت بسلاسة وشفافية"، من دون تسجيل خروقات أمنية مؤثرة، مؤكداً أن النتائج الأولية ستُعلن مساء الأربعاء.


وقال المحمداوي إن القوات الأمنية "أدت دوراً بطولياً في تأمين الاقتراع"، فيما شارك طيران الجيش والقوة الجوية في نقل المواد الانتخابية من المحافظات النائية إلى بغداد.


كما أعلن أن نسبة المشاركة بلغت 55% من أصل 21.4 مليون ناخب، أي ما يقارب 12 مليون مصوّت، في ارتفاع واضح مقارنة بـ41% في انتخابات عام 2021، رغم مقاطعة التيار الصدري.


بدوره، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في أول تعليق بعد الاقتراع: "استعدنا ثقة العراقيين بالعملية الديمقراطية، وسنحترم إرادتهم كما عبّروا عنها في صناديق الاقتراع."


يُجمع المراقبون على أن الانتخابات تمثل اختباراً جديداً لمدى قدرة العراق على حماية قراره الوطني من التدخلات الخارجية، في ظل سعي حكومة السوداني إلى اعتماد سياسة توازن دقيقة مع كل من واشنطن وطهران.


ويختم الطوفان بالقول إن "استعادة القرار الوطني تتطلب إرادة داخلية مستقلة بعيداً عن الرهان على الخارج"، مؤكداً أن جهود الحكومة الحالية "محاولة حذرة لتجنيب العراق الانزلاق في صراعات لا مصلحة له فيها".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة