قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، إن موقفه من الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع يتوقف على التطورات الميدانية، مشيرًا إلى أنّ ضمان أي مسار سياسي يحتاج إلى تغيّرات جوهرية داخل سوريا.
ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن نتنياهو تساؤله: "هل تصبح سوريا دولة مسالمة؟ هل يقضي الشرع على الجهاديين في جيشه؟ وهل يتعاون معي لإقامة منطقة منزوعة السلاح في جنوب غرب سوريا على حدود مرتفعات الجولان؟".
وأضاف نتنياهو: "الدروز السوريون تعرضوا للتعذيب والذبح، بشكل يكاد يكون سيئًا كما حدث في السابع من أكتوبر 2023"، على حد زعمه، معتبرًا أنّ نزع السلاح من جنوب غرب سوريا وتوفير حماية دائمة للدروز هناك قد يشكلان أساسًا للتقدم.
وفي ما يخص مستقبل غزة، شدد نتنياهو على أنّ إسرائيل لن تُسند أمنها لأي جهة خارجية، سواء في غزة أو غيرها من الجبهات.
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من توغّل قوة إسرائيلية في قرية رسم القطا بريف القنيطرة الجنوبي، حيث أفادت قناة "الإخبارية" السورية بأن القوات الإسرائيلية أقامت حاجزًا عسكريًا ومنعت الأهالي من المرور.
في المقابل، قال الرئيس السوري للمرحلة الانتقالية أحمد الشرع إنّ التوغّل الإسرائيلي في سوريا لا يرتبط بمخاوف أمنية بل بطموحات توسعية، لافتًا إلى أنّ دمشق منخرطة في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، "لكن أي تقدم مرهون بانسحاب إسرائيل إلى حدود 8 كانون الأول/ديسمبر".
وأضاف الشرع: "إسرائيل احتلت الجولان بحجة حماية نفسها، واليوم تفرض شروطًا في جنوب سوريا بالحجة ذاتها. وغدًا قد تصل إلى وسط سوريا، وبالمنطق نفسه قد تصل إلى ميونيخ في النهاية"، في إشارة ساخرة إلى اتساع الأطماع الإسرائيلية.
وأكد الشرع أن الولايات المتحدة "تقف إلى جانب دمشق" في هذه المفاوضات، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "يدعم وجهة النظر السورية" ويدفع باتجاه اتفاق سريع.
وكان وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى قد شدد في وقت سابق على أن الاتفاق الأمني بين سوريا وإسرائيل لا يعني تطبيع العلاقات، معتبرًا أن إسرائيل "ألغت فعليًا" اتفاق فضّ الاشتباك الموقع عام 1974. وكشف المصطفى عن عقد ثلاث جولات تفاوضية مع إسرائيل، قبل أن تعقّد الغارات الجوية الإسرائيلية مسار المحادثات.
كما رأى وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني أن الضربات الإسرائيلية ضد مناطق سورية جعلت أي خطوة تطبيعية «شبه مستحيلة» في المرحلة الحالية.