"ليبانون ديبايت"
بينما لا يزال التوصل إلى صيغة تؤمن حقوق المغتربين بالإقتراع في الإنتخابات النيابية المقبلة مهمةً شائكة، ومع بدء الحديث في بعض الكواليس السياسية عن احتمال تأجيل تقني للإستحقاق النيابي، يجزم النائب السابق الدكتور فارس سعيد، بأن الإنتخابات حاصلة في موعدها الدستوري، مشيراً إلى أن القرار بحتمية حصول الإستحقاق "خارجي أكثر مما هو داخلي، إنطلاقاً من حرص الدول المعنية بالملف اللبناني على إجراء الإنتخابات النيابية، لأنه مع تغييير الجغرافيا السياسية في الخارج، فمن الطبيعي أن تتغيّر الجغرافيا السياسية في الداخل".
ويقول الدكتور سعيد في حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، رداً على ما يُطرح عن احتمال تأجيل الإستحقاق الإنتخابي النيابي لمدة عام، يعتبر الدكتور سعيد، أن "أي تأجيل للإنتخابات النيابية لمدة عام سيرفع نسبة المخاوف على النظام اللبناني، لأن حزب الله، ومن أجل الخروج من الحصار الذي يتعرّض له، بدأ يبحث عن طريق عربية، وقد قال الشيخ نعيم قاسم لإسرائيل أنه ضمانة أمن المستوطنات في شمال إسرائيل، شرط أن تترك له حرية الحركة في شمال الليطاني".
وعن طبيعة الإستحقاق في ظل الإنقسام الحاصل حول اقتراع المغتربين، واضطرار المرشحين إلى استقدام الناخبين من الخارج، يعود سعيد بالذاكرة إلى زمن الإنتخابات النيابية قبل الحرب، حيث ينقل عن الذين عايشوا الإنتخابات، أن المرشّح كان يكتب مطالب الناخبين على علبة السجائر الرائجة في ذلك الوقت من نوع "يننجي"، ثم يرميها فور انتهاء العملية الإنتخابية.
ويقول سعيد إن الإنتخابات النيابية انتقلت من زمن علبة "يننجي" وتسجيل السيارات لنقل الناخبين من أجل الإقتراع في القرى، إلى الذكاء الإصطناعي وتسجيل طائرات "البوينغ" لنقل المقترعين من الخارج، متوقعاً "سباقاً في 2026 حول عدد الطائرات المسجّلة لنقل الناخبين من الخارج إلى لبنان".
ويكشف سعيد أن قوى 14 آذار استقدمت 19 ألف ناخب في العام 2018، فيما فريق 8 آذار استقدم حوالى عشرين ألف ناخب.
وعن انتخاب المغتربين، يعتبر سعيد أن "قيادات حزب الله اليوم تبحث عن وسيلة لكسر الحصار عنها بهدف الإبقاء على حضورها الأساسي في لبنان"، لافتاً إلى "مبادرات في الكواليس الإقليمية، وخصوصاً على الصعيد العربي، من أجل الوصول إلى تسوية، لأن ما من حلّ أمام الحزب إلاّ بالذهاب نحو تسوية من الباب العربي".
وعن تأثير الواقع الأمني على الإستحقاق النيابي، يلفت سعيد إلى عدم وجود أي تداعيات لأي حدث أمني، مشيراً إلى أنه في العام 2005 وبعد ثلاثة أشهر على اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، حصلت الإنتخابات وكانت المفاجأة في خسارة رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية في زغرتا وفوز سمير فرنجية يومها.