سابقة أممية… ذكر "الدولة الفلسطينية" يدخل متن مسودة قرار لمجلس الأمن لأول مرة

للمرة الأولى، وردت إشارة صريحة إلى "دولة فلسطينية" داخل متن مسودة قرار قُدّمت إلى مجلس الأمن الدولي حول القوة الأمنية الدولية المفترض نشرها في قطاع غزة، وفق وثيقة اطّلعت عليها وكالة "فرانس برس" أمس الخميس.

وتشير المسودة إلى أنه "بعد تنفيذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بأمانة، وإحراز تقدّم في إعادة تطوير غزة، قد تتهيأ الظروف أخيرا لمسار موثوق نحو تقرير المصير الفلسطيني وإقامة الدولة". كما تتضمن بندًا جديدًا يؤكد أن "الولايات المتحدة ستُطلق حوارًا بين إسرائيل والفلسطينيين للاتفاق على أفق سياسي للتعايش السلمي والمزدهر".

وتعدّ هذه الصياغة مشابهة لتلك الواردة في خطة غزة المدعومة أميركياً، إلا أنها المرة الأولى التي يُذكر فيها مصطلح "الدولة الفلسطينية" ضمن متن القرار الأساسي وليس في ملحق منفصل.

ودعت الولايات المتحدة، أمس الخميس، مجلس الأمن إلى التوحد من أجل تبنّي مشروع القرار الذي قدّمته دعماً لخطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في غزة، محذّرة من "تبعات وخيمة" على الفلسطينيين في حال فشل تمرير القرار. وقال ناطق باسم البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة إن "محاولات بث الفتنة فيما يجري التفاوض نشطًا على الاتفاق سيكون لها تبعات خطيرة وملموسة ويمكن تجنبها بالكامل على الفلسطينيين في غزة".

وأضاف أن "وقف إطلاق النار هشّ، ونحن ندعو المجلس إلى التوحد والمضي قدمًا لضمان إحلال السلام الذي تشتد الحاجة إليه"، معتبرًا أن المسار يشكل "لحظة تاريخية لتمهيد الطريق نحو سلام دائم في الشرق الأوسط".

وخلال الأسبوع الماضي، أطلق مسؤولون أميركيون مفاوضات داخل المجلس بشأن مشروع قرار يتابع وقف إطلاق النار في غزة ويُقرّ خطة ترامب.

كما ترحّب مسودة ثالثة من القرار، قُدمت الخميس، بـ"إنشاء مجلس السلام"، وهو هيئة حاكمة انتقالية لقطاع غزة يُفترض أن يرأسها ترامب نظريًا حتى نهاية عام 2027. وتتيح المسودة أيضًا للدول الأعضاء تشكيل "قوة استقرار دولية مؤقتة" تعمل بالتنسيق مع إسرائيل ومصر والشرطة الفلسطينية المدرَّبة حديثًا، بهدف تأمين المناطق الحدودية ونزع السلاح من غزة.

وتتولى هذه القوة "نزع السلاح من الجماعات المسلحة غير الحكومية بشكل دائم، وحماية المدنيين، وتأمين ممرات المساعدات الإنسانية".

وفي السياق، أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، يوم الأربعاء، عن تفاؤله بإصدار مجلس الأمن قرارًا بشأن غزة يدعم نشر قوة أمنية دولية. وقال عقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا: "نشعر بالتفاؤل. نحرز تقدماً جيداً في صياغة القرار، ونأمل اتخاذ إجراء بشأنه قريبًا جدًا".