ظاهرة لم تعد تُحتمل… وسلوك "مَرَضي" خلف المقود
هذا المشهد لم يعد استثناءً. فـ"ليبانون ديبايت" كان قد تناول سابقًا شكاوى المواطنين من سائقي Toters الذين باتوا يشكّلون ظاهرة خطيرة مثيرة للجدل، بعدما تحوّل عدد كبير منهم إلى سائقين يقودون بأسلوب أقرب إلى "فلتان جماعي":
قيادة بعكس السير، اجتياح الأرصفة، سرعات جنونية، واحتكاك متعمّد مع السيارات… سلوكيات يصفها البعض بأنها حالة مرضية تنعكس مباشرة على سلامة الناس، وتجعل أيّ سائق أو عابر سبيل هدفًا محتملًا لحادث مميت.
التحدّي القاتل… كيف يتحوّل السائق إلى "قنبلة متحرّكة"؟
وبحسب معلومات خاصة بـ"ليبانون ديبايت"، المشكلة لا تكمن فقط في السائقين، بل أيضًا في آلية العمل داخل الشركة.
فتشير مصادر إلى أنّ Toters تفرض على سائقيها إنجاز 12 طلبًا يوميًا كحدّ أدنى للحصول على الحوافز الإضافية، في وقت يتقاضى فيه السائقون رواتب متدنية لا تكاد تكفيهم.
هذا الضغط المالي والمهني يدفع الكثير منهم إلى العمل وكأنهم في سباق مع الزمن، ما يترجم بمخالفات يومية خطرة: قطع إشارات حمراء، قيادة على الأرصفة، تجاوزات قاتلة ومتكررة، اصطدام بالمرايا الجانبية، احتكاكات متعمّدة مع المركبات، وفوضى تعمّ الطرقات بلا أي رادع.
الفيديو الجديد… الدليل الأكثر وضوحًا
الفيديو الذي حصل عليه "ليبانون ديبايت" ليس مجرد واقعة عابرة، بل شاهد إضافي على الخطر الداهم. فالمشهد يؤكد أنّ بعض سائقي Toters يتصرفون كأنّ الطرقات ملك لهم، وكأنّ حياة الناس تفصيل يمكن الاستغناء عنه.
أسئلة لا مفرّ منها: من يحاسب؟
إلى متى تبقى هذه السلوكيات بلا محاسبة؟
لماذا لا تتحمّل الشركة مسؤولياتها تجاه موظفيها؟
ولماذا تُترك حياة اللبنانيين رهينة درّاجات تتحرك بلا أي معايير سلامة؟
نداء إلى وزارة الداخلية… تدخّلوا قبل وقوع الكارثة
هذا الفيديو يجب أن يُرفع فورًا إلى دائرة السير في وزارة الداخلية، التي باتت مطالبة بإجراءات صارمة قبل وقوع مآسٍ لا يمكن تداركها. فالطرقات ليست مضمار سباق، وحياة الناس ليست هامشًا في "تحدّي" تسلّمه الشركات لموظفيها.
وإذا كانت Toters عاجزة عن ضبط سائقيها، أو غير مكترثة بسلامة اللبنانيين، فعلى الدولة والقوى الأمنية أن تتحرك فورًا. قبل أن نجد أنفسنا أمام ضحية جديدة… بسبب "طلب دليفري" وصل متأخرًا — أو لم يصل أبدًا.