اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
السبت 15 تشرين الثاني 2025 - 08:15 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

لغز الرحلة الغامضة… كيف وصل 150 غزّيًا إلى جنوب أفريقيا؟

لغز الرحلة الغامضة… كيف وصل 150 غزّيًا إلى جنوب أفريقيا؟

في تقرير عبري نشرته "يديعوت أحرونوت" وبالتعاون مع وكالة AP، كُشف عن واحدة من أكثر الحوادث إثارة للجدل منذ اندلاع الحرب في غزة، بعد هبوط طائرة مستأجرة في جوهانسبرغ وعلى متنها أكثر من 150 فلسطينيًا من القطاع من دون أي وثائق سفر، وسط ظروف احتجاز قاسية ومعلومات متضاربة حول الجهة التي رتّبت الرحلة والهدف الحقيقي من إخراج هؤلاء الفلسطينيين.


تُحقق أجهزة الاستخبارات في جنوب أفريقيا في كيفية السماح لطائرة كهذه بالوصول إلى البلاد، وكيف نُقل هؤلاء الفلسطينيون من غزة إلى مطار رمون ثم إلى نيروبي وصولًا إلى جوهانسبرغ، مع التأكيد أن السلطات الجنوب أفريقية رفضت في البداية السماح لهم بالنزول، ما أدى إلى بقائهم نحو 12 ساعة على متن طائرة "شديدة الحرارة" ومن دون طعام أو ماء، بحسب ما نقله التقرير عن منظمات محلية انتقدت تعامل الدولة مع الحادثة، خاصة وأن بين الركاب عائلات وأطفالًا وامرأة في شهرها التاسع.


الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا أعلن فتح تحقيق رسمي لكشف مسار الرحلة الغامضة، مؤكدًا أن هؤلاء "أُخرجوا من غزة بطريقة سرية" عبر كينيا. السفارة الفلسطينية في جنوب أفريقيا أشارت إلى أن الرحلة نُظّمت بواسطة "جهة غير رسمية ومضلّلة" استغلت ظروف الحرب لتحصيل أموال من العائلات قبل أن تتنصل من المسؤولية عند ظهور التعقيدات.


مصدر عسكري إسرائيلي صرّح لصحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن منظمة تُدعى "المجد" تقف خلف العملية، زاعمًا أن إسرائيل رافقت الحافلات التي نقلت الفلسطينيين من نقطة تجمع داخل غزة إلى معبر كرم أبو سالم، ومن هناك إلى مطار رمون الذي انطلقت منه الطائرة. لكن منظمات جنوب أفريقية غير حكومية اتهمت هذه الجهة بأنها "مرتبطة بإسرائيل"، من دون تقديم دليل ملموس، بينما أشار التحقيق الصحافي إلى أن موقع المنظمة خالٍ من العناوين وأرقام الاتصال وقائمة شركاء العمل.


السلطات الجنوب أفريقية أوضحت أن 23 راكبًا واصلوا سفرهم إلى دول أخرى، بينما سُمِح لـ130 منهم بدخول البلاد بعد تدخل وزارة الداخلية ومنظمة Gift of the Givers. رامافوزا قال: "هؤلاء من بلد محطم، ومن واجبنا استقبالهم بإنسانية وتعاطف، حتى وإن لم يحملوا الوثائق المطلوبة".


وزارة الخارجية الفلسطينية شكرت جنوب أفريقيا على قرارها، لتحذر في الوقت نفسه الفلسطينيين – خصوصًا في غزة – من التعامل مع جهات "غير رسمية" تعمل بطرق قد ترتبط بالتهريب أو الاتجار بالبشر، مؤكدة أن أي جهة متورطة ستخضع للملاحقة القانونية.


منظمات حقوقية جنوب أفريقية أعربت عن قلقها من احتمال أن تكون الرحلة جزءًا من جهد منظّم لإخراج الفلسطينيين من غزة في إطار "هجرة مُدارة"، في إشارة إلى تقارير سابقة تحدثت عن سياسات إسرائيلية تُسهّل خروج السكان إلى دول ثالثة. متحدث باسم منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية قال لـ AP إن الفلسطينيين غادروا بعد موافقة دولة ثالثة على استقبالهم، مؤكدًا أن نحو 40,000 فلسطيني غادروا القطاع منذ بداية الحرب.


التقرير أشار كذلك إلى أن إسرائيل كانت قد دعمت في السابق مبادرة طرحها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لـ"تفريغ غزة من سكانها"، قبل أن يتراجع عنها لاحقًا ويوقّع اتفاقًا لوقف النار يسمح ببقاء السكان.


إمتياز سليمان، مؤسس منظمة Gift of the Givers، أفاد بأن هذه ليست الرحلة الأولى، إذ وصلت في أواخر تشرين الأول طائرة مشابهة تقل أكثر من 170 فلسطينيًا في ظروف غامضة. وقال: "الركاب كانوا خائفين، مرتبكين، ولا يعرفون وجهتهم. لم يحصلوا على الطعام أو الماء طوال يومين. هذا أمر لا بد أن يُحقق فيه".


يأتي ذلك فيما تقود جنوب أفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة، وهي اتهامات ترفضها إسرائيل بشدة وتصف بريتوريا بأنها "الذراع القانونية لحماس"، ما يزيد من حساسية الحادثة على المستويين السياسي والدبلوماسي.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة