اقليمي ودولي

العربية
السبت 15 تشرين الثاني 2025 - 19:01 العربية
العربية

خلف الكواليس… كيف استخدمت واشنطن الفنتانيل لتبرير عملياتها البحرية؟

خلف الكواليس… كيف استخدمت واشنطن الفنتانيل لتبرير عملياتها البحرية؟

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مضمون مذكرة سرية صادرة عن وزارة العدل الأميركية تبرّر الضربات العسكرية التي تنفذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد قوارب يُشتبه في نقلها المخدرات في منطقة بحر الكاريبي والمحيط الهادئ، وتصف مادة "الفنتانيل" المخدرة بأنها قد تشكل تهديداً للولايات المتحدة على نحو يشبه استخدام الأسلحة الكيمياوية.


وبحسب مشرعين اطّلعوا على الوثيقة، فإن المذكرة التي أعدّها مكتب المستشار القانوني في الوزارة ترسم إطاراً قانونياً متعدد المسارات لاستمرار العمليات التي انطلقت مطلع أيلول الماضي، والتي أثارت انتقادات لدى ديمقراطيين وجمهوريين على حد سواء.


وتشير المذكرة إلى أن "الفنتانيل" استُخدم سابقاً كسلاح، مستشهدةً بحادثة موسكو عام 2002 حين استخدمت السلطات الروسية نسخة من هذه المادة لإنهاء أزمة رهائن في أحد المسارح، ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص من أصل 700 كانوا محتجزين.


لكن وزارة العدل تؤكد أن تبرير الضربات لا يستند إلى مخاوف من استخدام عصابات المخدرات لأسلحة كيمياوية، بل إلى قرار الرئيس ترامب تصنيف هذه العصابات كـ"منظمات إرهابية أجنبية"، الأمر الذي يجعلها — وفق القراءة القانونية — أهدافاً عسكرية مشروعة.


وتوضح المذكرة أن فنزويلا تُستخدم كمسار لتهريب الكوكايين، رغم عدم وجود دليل على إنتاجها مادة "الفنتانيل" التي تُصنّع في الغالب داخل المكسيك. كما تعتمد الوثيقة على مبدأ "الدفاع الجماعي" لتبرير تقديم دعم عسكري لدول حليفة في أميركا اللاتينية تواجه تهديدات من عصابات المخدرات.


وتجادل الوثيقة بأن الولايات المتحدة منخرطة في "نزاع مسلح غير دولي" مع عصابات المخدرات داخل أراضي دولة واحدة، وهو توصيف قانوني يُستخدم لتوفير غطاء يحمي أفراد القوات الأميركية من الملاحقة القضائية في المستقبل.


من جهتهم، وصف خبراء قانونيون المذكرة بأنها تمثل "توسيعاً غير مسبوق" لاستخدام التصنيف الإرهابي، مشيرين إلى أن هذا التصنيف يُستخدم عادة لفرض العقوبات وليس لشن عمليات عسكرية. ويرى آخرون أن استهداف قوارب يُشتبه في تورطها بجرائم جنائية لا يندرج ضمن الأعمال التي يجيزها القانون الدولي.


كما لفت مشرعون أميركيون إلى ضرورة حصول الإدارة على تفويض من الكونغرس لمواصلة العمليات بعد انتهاء فترة السماح البالغة 60 يوماً، وهو ما لم يحدث حتى الآن.


وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسِث عبر وسائل التواصل إن هذه الحملة "تُزيل الإرهابيين المرتبطين بالمخدرات من نصف الكرة الغربي" وتحمي الولايات المتحدة من المخدرات "التي تقتل الأميركيين"، مؤكداً أن "أميركا ستحمي جوارها".


لكن دولاً حليفة مثل كولومبيا والمكسيك انتقدت الضربات الأميركية، مشيرة إلى أنها لم تُستشَر قبل تغيير التكتيكات، كما أنها لم تطلب دعماً عسكرياً من هذا النوع.


وحتى الآن، نفّذ البنتاغون 20 ضربة معلنة ضد قوارب يقول إنها تحمل مخدرات في البحر الكاريبي والمحيط الهادئ، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 79 شخصاً، من دون أن تقدّم الوزارة أدلة علنية تثبت هذه الادعاءات منذ بدء الهجمات في 2 أيلول.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة