اقليمي ودولي

العربية
الأحد 16 تشرين الثاني 2025 - 12:24 العربية
العربية

من الحليفة المقرّبة إلى “العشب المتعفّن”… هجوم ترامب يفجّر المواجهة مع غرين

من الحليفة المقرّبة إلى “العشب المتعفّن”… هجوم ترامب يفجّر المواجهة مع غرين

تفجّر الخلاف بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والنائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين بشكل علني وحاد خلال الساعات الماضية، بعدما وجّه كل منهما انتقادات مباشرة للآخر.


فقد كتبت غرين، أمس، في منشور على حسابها عبر منصة "إكس"، أنها "تؤمن بالشعب الأميركي أكثر مما تؤمن بأي قائد أو حزب سياسي"، معربة عن قلقها على سلامتها لأن "أقوى رجل في العالم يؤجّج التهديدات ضدها"، في إشارة واضحة إلى ترامب. يأتي ذلك بعد إعلان الرئيس الجمهوري قبل يومين أنه سيدعم منافسًا ضدها في الانتخابات التمهيدية المقبلة.


ولم يتأخر ترامب في الرد، إذ وصفها بلقب جديد قائلاً في منشور على "تروث سوشيال": "مارجوري تايلور براون… لأن العشب الأخضر يتحوّل إلى بني عندما يبدأ بالتعفّن!"، علماً أن غرين كانت من أبرز وجوه حملته الانتخابية وظهرت إلى جانبه في محطات أساسية خلال ولايته الأولى، حتى إنها حملت العلم الأميركي أمام الكونغرس وارتدت قبعة كتب عليها: "ترامب كان محقًا في كل شيء".


الخلاف بين الطرفين لم يأتِ فجأة، بل تصاعد خلال الأسابيع الماضية. فقد زادت غرين انتقاداتها لترامب، معتبرة أنه يركّز على الملفات الخارجية بدل إعطاء الأولوية لقضايا الأميركيين الداخلية. كما انتقدت تردده في نشر المزيد من الوثائق المتعلقة بقضية جيفري إبستين، ولوّحت في أكثر من مناسبة بأنها الأقدر على حمل أجندة "أميركا أولاً" منه.


ورغم أن غرين أثارت سابقاً غضب الجمهوريين بسبب دعمها نظريات المؤامرة وظهورها ببنادق هجومية، إلا أن ترامب كان أول المدافعين عنها، واصفاً إياها بأنها "نجمة جمهورية مستقبلية". وقد شكّلت جزءًا أساسيًا من البيئة السياسية والشعبوية التي واكبت صعود ترامب داخل الحزب.


لكن التوتر ازداد هذا العام حين كانت غرين تدرس الترشح لعضوية مجلس الشيوخ عام 2026. حينها أبلغها ترامب بأنه يملك استطلاعات تُظهر أنها "لن تفوز"، ما دفعها للتراجع عن هذا الخيار. ورغم ذلك، صعّدت هجماتها على الديمقراطيين، كما فتحت قنوات إعلامية مختلفة وأطلقت مواقف اعتُبرت بداية حملة شخصية لصناعة دور وطني أكبر.


خلال الأسابيع الأخيرة، ظهرت غرين بنبرة أكثر تصالحية، حتى أنها أطلت عبر برنامج "ذا فيو" على قناة ABC، وهو منصة غالباً ما تُعتبر معادية للجمهوريين، لتدعو إلى "طريق جديد لذوي الأصوات القوية، خصوصًا النساء". وقد رأى مراقبون أن هذا التحوّل قد يشير إلى طموحات سياسية أوسع، قبل أن ينفي ذلك لاحقاً أحد المقربين منها.


كما انتقدت مواقف ترامب في ملفات خارجية، بينها العلاقة مع الأرجنتين، معتبرة أن مواقف إدارته السابقة شكّلت "لكمة في المعدة". وهي واحدة من القلائل في الحزب الذين يدعمون جهوداً للضغط من أجل نشر المزيد من وثائق إبستين، وهو ملف يسبب حرجًا لترامب بسبب علاقته السابقة بالمتهم قبل وفاته عام 2019.


يعتبر مراقبون أنّ ما يجري بين ترامب وغرين يعكس مرحلة جديدة داخل الحزب الجمهوري، حيث يبدأ بعض المشرّعين التفكير بما بعد ولاية ترامب الثانية. وقد أشار شون هاريس، الذي خاض الانتخابات ضد غرين عام 2024 وينوي الترشح مجدداً في 2026، إلى أن "سلوك غرين جزء من محاولاتها للبقاء في دائرة الضوء"، قائلاً: "هي دائمًا تبحث عن معارك جديدة لتتصدر الأخبار".


ورغم أن التحالفات السياسية تشهد عادة تغييرات في ولايات الرؤساء الثانية، فإن ترامب حافظ في معظم الأحيان على تماسك معسكره، قبل أن تنفجر مواجهته الحالية مع واحدة من أكثر الشخصيات التي كانت ولاءً له في السنوات الماضية.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة