اقليمي ودولي

العربية
الاثنين 17 تشرين الثاني 2025 - 11:37 العربية
العربية

تهجير تحت الغطاء… رحلات غامضة تُخرج مئات الغزيين إلى دول بعيدة

تهجير تحت الغطاء… رحلات غامضة تُخرج مئات الغزيين إلى دول بعيدة

يبدو أن المساعي الإسرائيلية الرامية إلى تشجيع ما تصفه تل أبيب بـ"الهجرة الطوعية" من قطاع غزة لم تتوقف بعد عامين من الحرب. فقد كشفت مصادر مطلعة أن شركة "استشارية" غامضة من إستونيا، يملكها إسرائيلي، تولّت نقل 350 فلسطينيًا من غزة إلى إندونيسيا وماليزيا وجنوب إفريقيا.


وأفادت المصادر بأن ثلاث مجموعات غادرت على متن رحلات مستأجرة من مطار إيلات، مشيرة إلى أن هذه الشركة كانت على اتصال مباشر مع "مكتب الهجرة الطوعية" الإسرائيلي، وفق ما نقلت صحيفة هآرتس. وأضافت أن الشركة يديرها شخص يحمل جنسية مزدوجة إسرائيلية–إستونية، وتشكل واجهة لشركة استشارات مسجلة في إستونيا.


المعلومات أكدت أن الشركة عرضت على الفلسطينيين دفع نحو 2000 دولار مقابل حجز مقعد على الرحلات المستأجرة المتجهة إلى دول بعيدة مثل إندونيسيا وماليزيا وجنوب إفريقيا. كما أحالت "مديرية الهجرة الطوعية" في وزارة الدفاع الإسرائيلية نشاط هذه الجهة إلى منسّق أعمال الحكومة لتنسيق خروج الفلسطينيين من القطاع.


ووفق المصادر نفسها، أقلعت عدة رحلات استأجرتها الجهة المنظمة خلال الأشهر الأخيرة من مطار رامون قرب إيلات، وعلى متنها مجموعات من الغزيين، في مؤشر إلى مسار شبه منظّم لخروج أعداد متزايدة، وليس مجرد حالات فردية.


ويشير الموقع الإلكتروني للشركة إلى أنها جمعية باسم "المجد أوروبا"، تأسست في ألمانيا ولها مكاتب في القدس الشرقية. غير أن التحقيق الصحافي أظهر أن التسجيل الفعلي يتم في إستونيا، وأن النشاط يدار عبر الشركة الاستشارية هناك.


ولم يتضمن الموقع أي أرقام هواتف أو عناوين، فيما ظهرت قائمة "الشركاء" فارغة، رغم ادعاء الشركة التعاون مع 15 هيئة دولية. كما لم تؤدِّ الروابط إلى أي صفحات حقيقية على شبكات التواصل.


وفي نسخة قديمة من الموقع ظهر شعار شركة مسجلة في إستونيا تُدعى “Talent Globus”، وهي الجهة التي فصّل موقع الجمعية "شروط الهجرة الطوعية من قطاع غزة"، وذكر صراحة أنها المُنظِّمة لتلك الرحلات.


وبحسب السجل التجاري الإستوني، فإن شركة “Talent Globus” أسسها العام الماضي تومر يانار ليند. وتشير سجلات الشركات في بريطانيا إلى أنه أسس خلال العقد الماضي أربع شركات، ثلاث منها لم تعد نشطة، وأنه من مواليد 1989 ويحمل الجنسيتين الإسرائيلية والإستونية. وفي صفحته على "لينكدإن"، كتب ليند أنه يساعد الغزيين.


أما بخصوص آلية السفر، فتشير المعلومات إلى أن الفلسطينيين الراغبين في المغادرة يُجمَعون في مواقع محددة وسط القطاع، ثم تُنقل العائلات إلى معبر كرم أبو سالم الواقع تحت السيطرة الإسرائيلية، بعد إجراء فحوصات أمنية أولية.


ومن هناك، تُنقل المجموعات على متن حافلات إلى مطار رامون، حيث تصعد على طائرات مستأجرة. وغالبًا ما تكون الرحلات غير معلنة، إذ يتم إبلاغ المسافرين بالموعد قبل 24 ساعة فقط.


وأوضح عدد من الفلسطينيين أن الجمعية طالبت بدفع مبالغ تتراوح بين 1400 و2700 دولار للشخص، وأحيانًا 5000 دولار مقابل تسريع إجراءات المغادرة.


يأتي هذا في وقت تصاعدت فيه التحذيرات العربية والدولية من تهجير الغزيين خلال الحرب الإسرائيلية التي استمرت سنتين. كما أكد مسؤولون أمميون أن إسرائيل سعت إلى جعل غزة مكانًا غير قابل للعيش، فيما جاهر عدد من الوزراء الإسرائيليين المتطرفين بأن "الحل" في القطاع يقوم على تهجير السكان "طوعًا".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة