أكّد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، في كلمة ألقاها بمناسبة ذكرى استشهاد القائد الإعلامي محمد عفيف، المتحدث الرسمي اللبناني السابق لحزب الله ورئيس قسم العلاقات الإعلامية فيه، أن الدولة اللبنانية بأركانها "مسؤولة عن وضع برامج مواجهة، حتى يتمكّن لبنان من التصدي للعدوان"، مشيراً إلى أنه "من الخطأ أن يعمل البعض لخدمة المشروع الإسرائيلي".
وشدّد قاسم على أن "العدوان هو المشكلة، وليس المقاومة، وليس أركان الدولة اللبنانية، وليس الجيش اللبناني"، مؤكداً أن هذا العدوان "لا يقبل لا باليونيفيل ولا بالجيش اللبناني ولا يسمح باستقرار جنوب لبنان". وأضاف: "اليوم، إذا كنا يدًا واحدة، فليخرج الإسرائيلي من أرضنا، وليوقف العدوان ويطلق الأسرى، ونحن لن نختلف".
واعتبر أن "ما يجري في لبنان هو عدوان موصوف ابتدائي للسيطرة على لبنان"، مشددًا على أن "المقاومة هي فعل لطرد المحتل، وهي موجّهة لمواجهة العدو الإسرائيلي".
وأكد قاسم أن لبنان "لن يقبل بأن يُنتقص شبر واحد من أرضه، وأن يبقى كريمًا عزيزًا محررًا بعيدًا عن أي وصاية"، مشيراً إلى أن "لبنان لم يحصل على استقلاله إلا بالمعاناة"، وأن "فرنسا رضخت للضغوط الشعبية بشكل مباشر وحصل لبنان على استقلاله".
وتوقف قاسم عند مسيرة الراحل محمد عفيف، واصفاً إياه بأنه "اسم لامع في عالم الإعلام"، مشيراً إلى أن قلمه كان "قويًا في الكتابة والإلقاء" وأنه امتلك "مخزونًا كبيرًا من الثقافة والوعي واستقامة الطريق".
وأوضح أن المسؤولية الإعلامية داخل المقاومة "اتخذت خصوصية بوجوده"، نظراً لقدرته على "مواكبة الواقع ونسج العلاقات مع مختلف الوسائل". وأضاف أن عفيف كان من أوائل الذين اقترحوا، بعد شهادة السيد، عقد مؤتمرات صحافية لتقديم التوضيحات، وهي مؤتمرات "سدّت ثغرات مهمة" وتمّت "بالتنسيق الكامل لإيصال الرسائل المطلوبة".
ووصف قاسم الراحل بأنه "إعلامي ملتزم على المستويين الإسلامي والسياسي وعلى مستوى منهج المقاومة"، لافتاً إلى أنه كان يؤمن بأن "الإعلام الكاذب لا يصنع مسارًا، والإعلام المضلّل لا يؤسس لبنيان"، بينما "الإعلام الصادق هو الذي يعطي المجتمع والسياسيين والساحة مسارًا دقيقًا لخياراتها".
وختم بالتشديد على "ضرورة تحصين الساحة من خلال مراقبة ما يُبث على المستوى الإعلامي"، قائلاً: "أي صورة أوضح من حق المقاومة في الدفاع ضد العدوان الإسرائيلي على لبنان؟ وأي صورة أوضح عندما يقتل العدوان المدنيين أو الإعلاميين؟".