وقد أثارت حادثة زحلة ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر المواطنون عن قلقهم وغضبهم من تكرار الحوادث. وانتشرت التعليقات، من بينها من أشار إلى أن بعض سائقي الحافلات المدرسية يقودون بسرعة جنونية، ومنهم من أعرب عن استيائه قائلاً إن "أرواح الناس لا تُؤمَّن بهذه الطريقة"، مطالبين بالتحرك السريع لضمان سلامة النقل المدرسي.
من الطرق إلى المدارس… المخاطر تتربص بطلابنا
تكرار هذه الحوادث يرفع منسوب القلق لدى الأهالي والمجتمع التربوي، ويطرح أسئلة ملحّة حول معايير السلامة، صيانة المركبات، مراقبة السائقين وخطوط السير، فسلامة أولادنا ليست تفصيلًا أو وجهة نظر، بل مسؤولية وطنية وأولوية يجب أن تتصدّر كل خطط النقل المدرسي.
في هذا الإطار، أشار رئيس الجمعية اللبنانية للوقاية من الحوادث المدرسية، جو دكّاش، في حديث لـ"ليبانون ديبايت" إلى أن "الوضع في لبنان مأساوي على صعيد السلامة المرورية، خاصة هذا العام، حيث ارتفع عدد الحوادث، ولم تعد هذه الحوادث تقتصر على الشوارع العامة، بل أصبحت تطال طلاب المدارس ووسائل نقلهم بشكل مباشر".
أسباب الحوادث
وأوضح أن "الحوادث المدرسية تنجم غالبًا عن عاملين رئيسيين:
غياب الصيانة الدورية والمعاينة الميكانيكية للحافلات، خاصة تلك غير المملوكة للمدارس والتي لا تخضع لأي نوع من الرقابة.
تلهّي السائقين أثناء القيادة، لا سيما استخدام الهاتف، مما يؤدي إلى فقدان السيطرة وحدوث حوادث مروّعة".
تحذير وضرورة التحرك
وأكد دكّاش أن "الوقاية من الحوادث المدرسية أصبحت ناقوس خطر يُقرع مجددًا، محذرًا من أن استمرار تجاهل الصيانة، الرقابة، والتدريب قد يؤدي إلى حوادث مأساوية بشكل متزايد. الحل لا يكمن في جهة واحدة، بل يتطلب تعاون الدولة، المدارس، الأهالي، والبلديات لضمان بيئة آمنة للطلاب، من خلال توفير وسائل نقل آمنة وتحسين البنية التحتية للطرق".
من هنا، فإن استمرار هذه الحوادث يدق ناقوس الخطر، والمطلوب إجراءات فورية وحاسمة قبل أن يتحوّل طريق المدرسة إلى طريق موت.