غياب الشق العسكري عن خطاب قاسم...اعتماد الغموض لا يخفي الجهوزية التامة!

"ليبانون ديبايت"

في اطلالته الاخيرة ركز الامين العام لحزب الله على الشأن الداخلي فيما يتعلق بالمطالب الاميركية المتكررة محذراً الحكومة من الانصياع لها لا سيما فيما يتعلق بموضوع القرض الحسن، من دون ان يتطرق الى الموضوع العسكري ، فما الهدف من اغفال هذا الامر ، وما هي الرسائل الى الداخل في كلمة الشيخ نعيم؟

يؤكد الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير في حديث الى "ليبانون ديبايت"ان الشيخ نعيم قاسم كان واضحاً في الرسائل التي وجهها اولا في موضوع اي المطالب الاميركية حيث حسم رفض تلبيتها محذرا من المس بالقرض الحسن معتبراً ان هذه المؤسسة لا تخص بيئة محددة بل تخص كل اللبنانيين ، واي مس بها يؤدي الى نتائج خطيرة.

ويعتبر ان مطالبة امين عام حزب الله الحكومة الوقوف بوجه هذه المطالب الاميركية كان بهدف توحيد الموقف اللبناني في ظل وجود اطراف لبنانيين، للأسف، يقومون بشن حملات على مؤسسات لبنانية كما أكد رئيس الجمهورية، وهو دعا الى وحدة اللبنانيين في هذه المرحلة لأن هذه الوحدة تعطل المطالب الاميركية.

ولم ينس الشيخ نعيم كما يلفت قاسم قصير ان يدافع عن الرئيس نبيه بري واعتبر ان المساس به خطأ وان معالجة موضوع الاغتراب يجب ان يعالج بطريقة تاخذ بالاعتبار الواقع اللبناني لأنه ليس من تكافؤ في هذا الاطار.

فالخطاب عبارة عن رسائل تحدد موقف حزب الله من القضايا المحلية اللبنانية القائمة، واللافت ان الشيخ نعيم، كما لحِظ قاسم قصير، لم يتطرق الى الموضوع العسكري واستعداد حزب الله لمواجهة اي عدوان، لأنه اخذ بالحسبان انه حدد موقفه في هذا الاطار في خطابه السابق في يوم الشهيد.

ويعتبر قاسم قصير ان عدم التطرق الى الموضوع في خطابه امس لأنه ليس من جديد بخصوصه لا سيما انه حسم الموقف بان لكل شيئ حد، ويبدو ان الحزب حريص في هذه الايام على اعتماد الغموض والصمت تجاه مواجهة العدوان الاسرائيلي.

وعن مواقف بعض القوى من كلام الشيخ نعيم، هي مواقف برأيه ترسخ الانقاسم القائم بين اللبنانيين مستنداً الى ما قاله رئيس الجمهورية عن بعض اللبنانيين الذين يمارسون الوشاية بما انعكس على العلاقة بين المسؤولين لا سيما في قيادة الجيش والمسؤولين الاميركيين والغاء زيارة قائد الجيش.

ومن الواضح ان هناك خلاف بين لبنانيين يراهنون على دور اميركي واسرائيلي ولبنانيين يريدون استقلالاً حقيقيا ، فهذا واقع قائم اليوم ، واصبح الجميع يعترف به ، ولا بد من معالجته ، لأن هذا الانقسام السياسي الحاد في هذه المرحلة ليس مؤشراً جيداً.

ويرى ان هذا الانقسام يجعل لبنان مكشوفاً امام العدو الاسرائيلي ، فهو يستغل هذا الانقسام اللبناني ويستفيد من بعض المواقف التي تحرض على المقاومة وحزب الله.

ويؤكد ان الحزب، بغض النظر عن كل الغموض الذي يحيط به اليوم، جاهز لأي سيناريو محتمل في حال ارادت اسرائيل التصعيد ، ولكنه حريص على عدم التحدث عما ينوي القيام به في حال التصعيد.