أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل بعد انتشار مقطع فيديو يتحدث فيه عن لقائه بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع خلال استقبال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في البيت الأبيض، الثلاثاء.
وقال ترامب في المقطع المتداول إنّ ولي العهد السعودي اتصل به وطلب منه "رفع العقوبات عن سوريا لأنه يريد أن يراها تنهض من جديد"، مضيفاً: "قائد سوريا أحمد الشرع كان هنا والتقيت به، وكان اجتماعاً جيداً".
وتابع ترامب قائلاً إنّ الشرع "رجل قوي، وأعتقد أن سوريا تحتاج رجلاً قوياً"، مؤكداً أنّ رفع العقوبات تمّ بناءً على طلب ابن سلمان وأيضاً "بناءً على طلب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي قال إنه من دون رفع العقوبات لن يكون لسوريا أي أمل".
وكان السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم باراك قد كشف في بيانٍ نشره عبر منصة إكس كواليس زيارة الشرع إلى واشنطن الأسبوع الماضي، حيث رافقه إلى البيت الأبيض.
وصف باراك الزيارة بأنها “تاريخية”، مؤكداً أنّها تمثّل “نقطة تحول حاسمة في تاريخ الشرق الأوسط، وانتقال سوريا من العزلة إلى الشراكة”. وأشار إلى أنّ الشرع أصبح أول رئيس سوري يزور الولايات المتحدة منذ استقلالها عام 1946.
وأوضح باراك أنّ ترامب كان قد أعلن في 13 أيار رفعَ جميع العقوبات الأميركية عن سوريا. وفي الاجتماع الذي جمع ترامب والشرع هذا الأسبوع، اتفق الطرفان على أنّ الوقت قد حان “لاستبدال القطيعة بالتواصل، ومنح سوريا وشعبها فرصة جديدة للتجديد”.
وأكد باراك أنّ الشرع تعهّد خلال اللقاء بـ الانضمام إلى التحالف الدولي ضد داعش، معتبراً ذلك انتقالاً لسوريا “من مصدر للإرهاب إلى شريك في مكافحته”.
وفي جلسة ثلاثية ضمّت وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونظيره التركي حقان فيدان ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، قال باراك إنه تمّ رسم الإطار الجديد للتعاون الأميركي–التركي–السوري، بما يشمل:
دمج قوات سوريا الديمقراطية في البُنى الاقتصادية والدفاعية والمدنية للنظام الجديد.
إعادة تعريف العلاقات السورية–التركية–الإسرائيلية.
تعزيز التوافق الذي يدعم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
مناقشة مسار الحدود اللبنانية وقضايا أخرى تتعلق بالاستقرار الإقليمي.
ووصف باراك دور تركيا بـ “الدؤوب والفعّال في بناء الجسور”، مشيداً بالتحالف الذي يضم قطر والسعودية وتركيا لدعم “عودة الدولة السورية الوطنية”.
وختم باراك بيانه بالتأكيد أنّ المرحلة التالية لإعطاء سوريا “فرصة حقيقية” هي الإلغاء الكامل لقانون قيصر، داعياً الكونغرس إلى اتخاذ “خطوة تاريخية” تتيح للحكومة السورية الجديدة إعادة تشغيل اقتصادها وبدء مسار الازدهار.
ووصف الأسبوع الذي شهد زيارة الشرع بأنه “أسبوع لا يُنسى” في مسار التحوّل السوري–الأميركي.
الـــمــــزيــــــــــد
