الأخبار المهمة

ليبانون ديبايت
الأربعاء 19 تشرين الثاني 2025 - 13:36 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

الصفعة الأميركية كانت أعلى من صوت المؤتمرين... بيروت 1 لن يجذب الإستثمار إلّا اذا!

الصفعة الأميركية كانت أعلى من صوت المؤتمرين... بيروت 1 لن يجذب الإستثمار إلّا اذا!

"ليبانون ديبايت"

شهدت بيروت انعقاد مؤتمر "بيروت 1" للاستثمار وإعادة النهوض الاقتصادي، الذي استقطب مشاركة عربية ودولية لافتة تُعتبر الأكبر منذ اندلاع الأزمة المالية في لبنان عام 2019. وقد شكّل المؤتمر محطة مهمّة لإعادة وضع لبنان على جدول اهتمام المستثمرين، في محاولة لإظهار نوايا رسمية لإطلاق مسار اقتصادي جديد يستند إلى فتح أبواب الاستثمار وتشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص.

وجاء المؤتمر في ظل ظروف سياسية دقيقة وتحديات اقتصادية غير مسبوقة، ما دفع كثيرين إلى اعتباره اختبارًا أوليًا لقدرة الدولة اللبنانية على إعادة تقديم نفسها للعالم بصفتها بيئة محتملة للاستثمار، رغم أنّ النتائج المتوقّعة منه لا تزال محصورة ضمن إطار “بناء الثقة” وإعادة التواصل، أكثر مما هي مرتبطة بجذب استثمارات مباشرة.


في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، يعلّق الخبير الاقتصادي أنطوان فرح على مؤتمر "بيروت 1" الذي استضافه لبنان بمشاركة عربية ودولية واسعة، معتبرًا أنّ "مجرد انعقاد المؤتمر بهذا الحجم يشكّل نجاحًا بحدّ ذاته، سواء للبنان أو للجهات التي تولّت تنظيمه، فالحضور المتنوّع والمستوى السياسي والاقتصادي للمشاركين يعكسان، بحسب فرح، رغبة دولية في إعادة الالتفات نحو لبنان، ولو بشكل أولي".


لكنّه يؤكد في الوقت نفسه أنّ "المؤتمر لم يكن معدًّا لجذب الاستثمارات بشكل مباشر وسريع، ولا يُعتقد أنّ منظّميه كانوا ينتظرون مثل هذه النتيجة أصلاً".


ويوضح فرح: "الهدف الأساسي كان أشبه بإعادة تقديم البلد للمستثمرين، وتذكيرهم بأنّ لبنان ما زال موجودًا على خريطة الاستثمار، وأنه يحاول أن يظهر بصورة مختلفة عمّا كان عليه في السنوات السابقة".


ويرى فرح أنّ المؤتمر شكّل عمليًا "لقاء تعارف" بين المستثمرين وبين نسخة جديدة تحاول الحكومة تسويقها عن لبنان، نسخة تقول بأنّ البلد يستعد لمرحلة جديدة. ويشير إلى أنّ المؤتمر كان يمكن أن ينجح بالكامل وفق هذا المعيار، لولا التطوّر السياسي الذي طغى على المشهد. فالصفعة الأميركية المتمثّلة بإلغاء واشنطن زيارة قائد الجيش، بحسب فرح، كانت أعلى صوتًا من كل النقاشات التي شهدها مؤتمر "بيروت 1".


ويضيف: "هذه كانت المعضلة الأساسية، لأنّ الرسالة الأميركية حملت دلالات سياسية ثقيلة، وعمليًا غطّت على الحدث الاقتصادي".


ويذكّر فرح بما قاله أحد المشاركين العرب عن مقوّمات جذب الاستثمار، وهو كلام يعتبره بديهيًا، فلبنان، برأيه، لا يحتاج اليوم إلى تعديل القوانين ولا إلى إعادة تنظيم النظام الضريبي بقدر حاجته إلى الأمان والثقة ووجود دولة كاملة السيادة.


ويعلّق فرح: "هذا هو مفتاح الحل. عندما تستعيد الدولة سيادتها، ويُعالَج ملفّ السلاح الموجود خارج الشرعية، يصبح البلد جاهزًا فعليًا لاستقبال الاستثمارات".


ويحذّر من أنّ "الكلام عن الإصلاحات والمناخات الجاذبة للاستثمار قبل معالجة ملفّ السيادة وحصرية السلاح هو كلام غير مجدٍ ولا يؤدي إلى نتائج، فالإصلاحات، مهما كانت، تفقد قيمتها إذا بقيت البيئة السياسية والأمنية غير مستقرة، ومع ذلك، يوضح فرح أنّه لا يقلّل من أهمية المؤتمر، بل يرى أنّه كان خطوة ضرورية، صحيح أنّه لن يجذب الاستثمارات الآن، لكنه كان مؤتمر تعارف، والمؤتمرات الكبرى تبدأ هكذا، المهم أن يتبع ذلك خطوات جدية".


ويختم فرح قائلًا: "إذا تلت هذا المؤتمر خطوات واضحة تبدأ أولًا بإعادة بناء الدولة على أساس السيادة وحصرية السلاح، وبالتوازي مع ذلك تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، فعندها فقط يمكن الحديث عن أنّ مؤتمر ’بيروت 2‘ قد يشكّل نقطة الانطلاق الفعلية لاهتمام خارجي واستثمارات عربية ودولية في لبنان".






تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة