في هذا الإطار، يؤكّد النائب أديب عبد المسيح، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أنّ "قرار الولايات المتحدة إلغاء الاجتماعات التي كانت مقرّرة مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل في واشنطن، هو خبر تلقّيناه بكثير من الأسف، إذ كان يفترض بواشنطن في هذا التوقيت تحديدًا أن تقدّم أقصى دعم ممكن للمؤسسة العسكرية، فالجيش اللبناني يحتاج إلى الإمكانات والتجهيزات الضرورية لتمكينه من القيام بدوره على أكمل وجه".
ويرى عبد المسيح أنّه "من الخطير جداً ممارسة أي ضغط على الجيش اللبناني، فهو ينفّذ مهامه بدقّة واحترافية وحياد، كما أن مجلس الوزراء اتخذ قراراً واضحاً بضرورة ضبط السلاح غير الشرعي جنوباً، وبالتالي لم نجد أي مبرّر لمثل هذا الضغط على المؤسسة العسكرية. فهذه المقاربة لن تؤدي إلا إلى تقوية موقف حزب الله وتعطيل دور الدولة".
ويشدّد على أنّ "هذا النوع من الضغوط يعيد تعزيز موقع حزب الله بعد النكسة التي تلقّاها. وعلى الإدارة الأميركية أن تستفيد من تجاربها السابقة، إذ إن المسّ بالجيوش الوطنية مسار غير موفق، فعندما ضُرب الجيش العراقي وحُلّت مؤسساته، خرج الإرهاب وانتشر داعش، وانزلقت المنطقة إلى فوضى كبرى، لذلك، لا يجوز إطلاقاً استهداف المؤسسات العسكرية الوطنية، بل يجب احتضانها وإعادة هيكلتها وتقويتها ودعمها بالعديد والعتاد".
ويضيف: "نحن جميعاً نقف خلف الجيش اللبناني، وأي مسّ بالمؤسسة العسكرية هو مسّ بكرامتنا وبأمننا الوطني، ومن هنا، نرى ضرورة إعادة النظر في هذه القرارات، لأن المطلوب من الولايات المتحدة هو الاستمرار في دعم الجيش كما كانت تفعل سابقًا، ففي ذروة قوة حزب الله ونفوذه، لم تتخلَّ واشنطن عن المؤسسة العسكرية، فلماذا تتراجع اليوم فيما بدأ الجيش عملياً بتنفيذ القرارات الدولية وبسط سلطة الدولة في مناطق لطالما كانت خارج السيطرة؟ هذا التراجع يثير أكثر من علامة استفهام".
ويختم عبد المسيح: "نحن نعوّل على وصول السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى، ليضع هذا الملف في صلب أولوياته، وينقل إلى إدارته ضرورة استكمال دعم الجيش وتعزيز قدراته، بما يمكّنه من أداء مهامه الوطنية كاملة ومن دون عراقيل".
الـــمــــزيــــــــــد
