"ليبانون ديبايت"
أكد رئيس بلدية الكنيسة خضر زعيتر، شقيق نوح زعيتر، أنّ الأخير سلّم نفسه إلى قيادة الجيش اللبناني وهو موجود حالياً لدى الجيش. وأوضح، في اتصال مع "ليبانون ديبايت"، أنّ شقيقه اتصل به وبجميع أشقائه طالباً منهم عدم القيام بأي ردّة فعل، مؤكداً أنّه اختار تسليم نفسه وهو "تحت القانون اللبناني". وشدّد خضر زعيتر على ضرورة إصدار عفو عام يشمل جميع المطلوبين والمسجونين، ومن بينهم نوح زعيتر، لإتاحة عودتهم إلى حياتهم الطبيعية والاندماج بالمجتمع.
وفي عملية نوعية ضمن إطار مكافحة تجارة المخدرات، وفي سياق العمليات التي ينفّذها الجيش اللبناني لملاحقة التجّار في منطقة البقاع، تمكّنت مديرية المخابرات من توقيف نوح زعيتر، أحد أبرز الأسماء المرتبطة بملفات المخدرات في لبنان.
وفي التفاصيل، نفّذت مديرية المخابرات عند الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم عملية أسفرت عن توقيف زعيتر، المطلوب بمئات الدعاوى والمذكّرات والأحكام الغيابية. وتم توقيفه داخل سيارته الخاصة بعد مغادرته منزلاً على طريق مقنة – بعلبك، من دون أن يبدي أي مقاومة، إذ استسلم فوراً لعناصر الكمين من مخابرات الجيش، ولم يتعرّض لأي اعتداء.
وبعد توقيفه، نُقل مباشرة إلى وزارة الدفاع، حيث بدأت إجراءات تنفيذ البلاغات والأحكام الصادرة عن الجهات القضائية المختصة.
وفي حديث خاص لـ"ليبانون ديبايت"، أوضح وكيله القانوني المحامي أشرف الموسوي أنّ الملفات القضائية المحالة إلى وزارة الدفاع تتضمن ما يقارب 1500 دعوى، معظمها متعلّق بجرائم المخدرات لجهة الاتجار والترويج والتعاطي. وأشار إلى أنّ العديد من هذه القضايا تتضمن أحكاماً قد تصل إلى السجن المؤبّد، إلا أنّ جميع الأحكام الغيابية تسقط حكماً بمجرد توقيفه، لتبدأ محاكمته "بالصورة الوجاهية" أمام القضاء المختص.
ولفت الموسوي إلى أنّ القضايا الموجّهة ضد زعيتر لا تشمل أي جرائم قتل أو سلب أو خطف أو إطلاق نار، مؤكداً أنه لم يشارك في أي معارك داخل الأراضي اللبنانية ضد الجيش، ومذكّراً بأنه كان من أبرز الداعين إلى إقرار عفو عام يشمل جرائم المخدرات.
كما نفى الموسوي وجود أي معطيات تشير إلى ارتباط موكله بحزب الله، مشدّداً على أنّ زعيتر كان معروفاً بانتقاداته العلنية لأداء بعض مسؤولي الحزب في البقاع. واعتبر أنّ حجم الملف يستدعي تشكيل فريق دفاع قانوني كبير نظراً لتشعّب الدعاوى.
وفي رأي شخصي، رأى الموسوي أنّ توقيف زعيتر قد يكون "مقدمة لإحياء النقاش حول العفو العام عن جميع جرائم المخدرات"، معتبراً أنه إذا شمل العفو أي موقوف سوري بجرائم مماثلة، فيجب أن يشمل جميع اللبنانيين الموقوفين في السجون اللبنانية.
في المقابل، أفادت مصادر أمنية لـ"ليبانون ديبايت" بأنّ الجيش اللبناني كان قد أجرى عملية رصد طويلة ومكثّفة لتحركات زعيتر، إلى أن حدّد السيارة التي كان يستقلّها من دون مرافقة، ما أتاح تنفيذ المداهمة وتوقيفه بهذه الطريقة. وشدّدت المصادر على أنّ كل ما يُتداول عن أنّه سلّم نفسه غير صحيح.
وتتقاطع هذه المعطيات مع ما أكّده المحامي أشرف الموسوي، الذي أوضح أنّ التوقيف تمّ في البقاع عبر كمين محكم نفّذته مخابرات الجيش، وأن موكّله موجود حالياً في وزارة الدفاع وبصحة جيدة ولم يتعرّض لأي إصابة.