عصابات التهريب تستهدف "الجيش"… روكز يحسمها: الحملات على هيكل “مغرضة ومردودة”

اعتبر النائب السابق ورئيس رابطة قدامى القوى المسلحة العميد الركن المتقاعد شامل روكز في حديث إلى «الأنباء» أنّ الاعتداء الذي تعرّض له الجيش اللبناني في حيّ الشراونة – بعلبك، وما رافقه من غدر بعناصره على يد عصابات التهريب والمخدرات والسرقة والخطف مقابل فدية والابتزاز المالي، «ليس جديداً»، لكنه يستدعي «تعاطياً حازماً وحاسماً» لوضع حدّ نهائي لهذا الواقع «غير المقبول» وترسيخ الأمن في المنطقة.

وأكد روكز أنّ لبنان «ليس دولة موصوفة بالتهريب وتجارة المخدرات والممنوعات»، بل يضم «عدداً من المهرّبين المنضوين ضمن عصابات منظمة خارجة عن القانون والقيم الأخلاقية والاجتماعية والدينية التي تميّز المجتمع اللبناني بكل تنوّعه». وشدّد على أنّ استمرار هذه العصابات في نشاطها «غير مسموح»، لأنها «تدمّر المجتمع اللبناني وتشوه صورة لبنان الحضارية».

وفي السياق، لفت روكز إلى أنّ «الدعم السياسي للجيش في مكافحة عصابات التهريب والمخدرات أمر مفروغ منه»، إذ إن الأمن والاستقرار واحترام القوانين «من المسلّمات التي لا يجوز التهاون بها». ودعا القوى السياسية إلى «الالتفاف حول مهمة الجيش في تفكيك تلك العصابات وملاحقة رؤوسها وأفرادها أينما وجدوا»، باعتبارها جماعات «مسلّحة ومتطاولة على القانون وكرامة الناس وهيبة الدولة»، وتشكل خطراً على السلم الأهلي، إضافة إلى تسببها بـ«اهتزاز علاقات لبنان الخارجية، وخصوصاً مع الدول العربية وفي طليعتها دول الخليج».

وقال روكز إن «وجه الشبه بين الإسرائيلي المتشدد وعصابات التهريب والمخدرات في لبنان متقارب إلى أبعد حدّ»، إذ إن الطرفين «يعنيهما قتل اللبنانيين وتدمير المجتمع وضرب مقومات الدولة»، موضحاً أنّ إسرائيل تستهدف لبنان «أرضاً وشعباً ومؤسسات» بدوافع عقائدية وجيوسياسية واقتصادية، فيما العصابات «تستهدف الشباب اللبناني وتزعزع علاقات لبنان مع الخارج لغايات مادية».

وعن تصعيد إسرائيل الأخير، أشار روكز إلى أنّ تكثيف الغارات الإسرائيلية خلال اليومين الماضيين على مناطق في الجنوب والبقاع الشمالي «كان متوقعاً»، وأن السياسة الإسرائيلية «قائمة على مخطط عقائدي وجيوسياسي قديم». ورأى أنّه «ليس في الأفق ما يردع إسرائيل عن مواصلة اعتداءاتها تحت عناوين واهية»، محذّراً من أنّ «المشهدية الراهنة مفتوحة على كل الاحتمالات، وأخطرها إدخال لبنان والمنطقة مجدداً في فم التنين».

ورداً على سؤال حول الانتقادات الموجّهة لقيادة الجيش، أكد روكز أنّ «محاولات الإيحاء بتقصير الجيش في تنفيذ قرار الحكومة بسحب السلاح أو مخالفة القرار الأممي 1701 مردودة على أصحابها». وشدّد على أنّ الحملات التي يتعرّض لها قائد الجيش العماد رودولف هيكل «مرفوضة شكلاً ومضموناً»، واعتبر أنّ إلغاء مواعيد جولته في الولايات المتحدة «يحمل ظلماً كبيراً وتجنية»، قائلاً إنّ ذلك نتيجة «الدسّ المسموم والنميمة المغرضة المصاغة بحقه عن سابق تصور وتصميم».