أكد وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، بموقف وطني واضح، خلال رعايته حفل افتتاح مبنى قسم السرطان في مستشفى دار الأمل الجامعي – الذي أُقيم في ذكرى استشهاد مديره العام علي ركان علام – أنّ الاستقلال سيبقى ناقصًا ما لم يتكاتف اللبنانيون تحت راية العلم اللبناني وصولًا إلى استكمال استقلال كامل غير منقوص.
وحضر الحفل وزراء ونواب ومطارنة وقيادات أمنية وعسكرية ورؤساء بلديات واتحادات بلدية واختيارية، إلى جانب ممثلين عن أحزاب وقوى سياسية وفعاليات اجتماعية وكوادر طبية. وألقى أحمد شيرازي كلمة إدارة المستشفى، داعيًا الوزير ناصر الدين إلى إعفاء مرضى السرطان من الفروقات بالتعاون مع الجهات الضامنة، في ظل الظروف الصعبة، ثمّ عُرض شريط مصوّر عن الشهيد علي علام.
ناصر الدين بارك للبنانيين بعيد الاستقلال، مؤكدًا أنّ “الاستقلال ما كان ليبقى لولا تضحيات اللبنانيين، ولن يبقى ما لم نتكاتف ونتوحد جميعًا تحت عنوان العلم الوطني اللبناني الذي يحرسه الجيش اللبناني”.
وأضاف: “لا يمكن أن يبقى وطننا مستقلًا وأرضه محتلة، ولا يمكن أن يبقى عزيزًا وبيوته مدمرة، ولا يمكن أن يبقى حرًّا وأسراه خلف قضبان الاحتلال”. ودعا إلى استكمال مسار الاستقلال “بدءًا بحضور الحكومة كاملًا في الجنوب أولًا وفي البقاع وفي الضاحية وفي الشمال، في كلّ مناطق لبنان لنؤكد وجودها إلى جانب أهلها”.
وشدّد الوزير على ضرورة اعتماد آلية لإعادة الإعمار “تحدد الحاجة أولًا والكلفة”، موضحًا أنّ الهدف ليس إلزام الدولة الفوري بإطلاق الإعمار، بل تحديد المتطلبات، على أن تتولى الدولة لاحقًا دعم الترميم والتدعيم وفق الإمكانات، فيما تبقى كلفة الأبنية المهدّمة الأساس في العملية.
واعتبر أنّ هذه الآلية “وفاء للشهداء وللتضحيات”، مشيرًا إلى أنّ القطاع الخاص قدّم نموذجًا للقدرة على النهوض رغم التحديات، وتابع: “فكيف إذا كانت الدولة حاضرة؟”.
وفي موقف وطني جديد، شدّد ناصر الدين على أنّ “لبنان أكبر وأغلى من أن يُقسم”، مؤكدًا أنّ “لبنان سيبقى موحدًا… لبنان الذي قدم أغلى ما يملك، لا نقبل بتحويله رغم ضعفه إلى فرصة للانقضاض عليه وعلى جيشه وعلى بيئته”.
وأشار إلى أنّ الحاجات الصحية والاجتماعية كبيرة، ورغم محدودية الإمكانات “كل وزارة تستطيع أن تقدم لناسها وشعبها”. ولفت إلى مؤشرات إيجابية ظهرت من مؤتمر “بيروت إنفستمنت وان” وغيره من المؤتمرات، لكنه أكد أنّ الاستثمار “لا يمكن أن يتحقق وطائرات إسرائيل في السماء والأرض محتلة ومع كلّ يوم شهيد أو اثنين جراء العدوان”.
وجدد ناصر الدين الدعوة إلى الأمان والاستقرار والالتزام بتغطية كلفة العدوان والقرار 1701، الذي التزم به لبنان بالكامل “بشهادة اليونيفيل وكل الدول الراعية”، مقابل آلاف الخروق وما يزيد عن 330 شهيدًا منذ وقف الترتيبات الأمنية.
وقال: “نؤكد وقوفنا إلى جانب شعبنا في خدمة كلّ اللبنانيين من دون سياسة ولا لون ولا طائفية”. ودعا الجميع إلى اعتماد هذه السياسة “لنعود ونعمر لبنان سيدًا مستقلًا بتضافر جهود الجميع”، مؤكدًا أنّ لبنان سيبقى واحدًا مستقرًا وآمنًا.
وفي الختام، قدّم البروفسور يوسف أبو رجيلي عرضًا حول تقنيات متطورة لمحاصرة مرض السرطان بوسائل جديدة.