"ليبانون ديبايت"
يقف لبنان أمام مفترق خطير يبرز فيه سباق ما بين التصعيد الإسرائيلي من جهة وبين محاولة إعادة تثبيت وقف النار عبر طرح حلولٍ مستدامة من جهةٍ أخرى. ويشير النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، إلى تزامن التصعيد الإسرائيلي في الساعات الماضية مع ما اقترحه لبنان رئيس الجمهورية جوزف عون، حول انسحاب المحتل الإسرائيلي من النقاط الخمس في الجنوب، مؤكداً أن الصيغةالمطروحة، تلاقي دعماً واسعاً من مختلف المرجعيات السياسية سواء كانت مرجعيات في السلطة التنفيذية أو في السلطة التشريعية.
وفي حديثٍ ل"ليبانون ديبايت"، يؤكد النائب البزري، أن الإسرائيليين يزيدون منسوب الضغط العسكري على لبنان، في ردٍ واضح على اقتراح رئيس الجمهورية بنقاطه الخمس في عيد الإستقلال، وكأن المحتل يذكّر اللبنانيين بأن استقلالهم وسيادتهم معرضان للخطر.
وكذلك، يلفت البزري إلى تزامن غارات الأمس مع مؤشرات إيجابية، برزت مع حديث الرئيس دونالد ترامب عن التوجه لدعوة الرئيس عون إلى البيت الأبيض، بالتوازي مع ما صرّحت به ممثلة السوق الاوروبية المشتركة وممثلو المجتمع الدولي بأن الجيش اللبناني يقوم بعمل جيد ويتصرف بالكثير من الإحترافية، مع العلم أن ذلك يأتي بعد المؤشرات السلبية التي ظهرت نتيجة إلغاء زيارة قائد الجيش الى واشنطن.
ورداً على سؤال عن دلالات استهداف إسرائيل لمخيم عين الحلوة، يؤكد البزري أنه يشكل تطوراً خطيراً لأن عين الحلوة هو أكبر المخيمات الفلسطينية وأهمها، وتتواجد فيه مختلف الأطياف والجهات الفلسطينية، وقد تمّ تحييده عن الصراع مع إسرائيل منذ سنوات طويلة، ولذلك فإن تعريض أهله للخطر بعد استهدافه والمجزرة الإسرائيلية وعدم الأخذ بالإعتبار الكثافة السكانية فيه، يدل على أن لبنان مقبل على مرحلة دقيقة وحساسة، تحتم على كل القوى الداخلية البحث عن القواسم المشتركة، ودعم دعوة رئيس الجمهورية للمجتمع الدولي، والوقوف خلف الحكومة في سياستها لبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، كما على الجميع أن يتذكروا أن دعوة الرئيس عون لتسلم الجيش النقاط الخمس التي ما زال يحتلها الإسرائيلي، هي أًيضا محاولة لبسط السيادة على كل الأراضي اللبنانية.
ويشدد البزري على دقة وحساسية المشهد الداخلي والإقليمي، مركزاً على الخطر الإسرائيلي الدائم والضغط الخارجي على لبنان ليقوم بما هو مطلوب منه، لكنه يكشف في الوقت نفسه، عن إيجابيات في المبادرة المصرية التي ما زالت قيد البحث مع ظهور إمكانية للإستفادة منها.
ويحذر البزري من خطورة الوضع الداخلي اللبناني، حيث يبدو أنه وعلى الرغم من الخطر الذي يتهدد لبنان، هناك نوع من التمترس حول مواقف معينة من أطراف عديدة، إضافةً إلى توقف الحوار بين اللبنانيين، ما يطرح احتمال تعطيل أو تطيير الإنتخابات النيابية، معتبراً أن كل هذه المؤشرات تعطي رسائل خاطئة وخطيرة لأصدقاء وأشقاء لبنان الذين يرغبون جدياً بدعمه.
الـــمــــزيــــــــــد
