وفي حديث إلى "ليبانون ديبايت"، لفت العريضي إلى أنّ معطياته "تؤكّد أن إسرائيل تسعى لربط جنوب سوريا بجنوب لبنان"، معتبراً أنّ "زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة ليست سوى دليل قاطع على هذا التوجه".
وأضاف: "خلال الأسبوعين المقبلين قد نشهد سباقاً محموماً بين التفجير والدبلوماسية، ولبنان يتعرّض لضغط أميركي هو الأخطر في تاريخه. وعلى هذه الخلفية، إمّا الإسراع في تنفيذ خطة حصرية السلاح والانخراط في المفاوضات بلا مماطلة، وإما الاتجاه نحو مراحل أكثر صعوبة وتعقيداً".
وتابع: "رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ومن خلال كلمته في عيد الاستقلال، وضع خارطة طريق واضحة للحل. أما اللقاء المحتمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فسيكون مؤشراً لمرحلة جديدة، إذ إن واشنطن – وترامب شخصياً الذي يتابع الملف اللبناني – لن تقبل ببقاء أي ميليشيا داخل لبنان، وفي مقدمتها حزب الله".
رسامني – عطية… وسجال يتفاعل
وفي سياق متّصل، توقف العريضي عند السجال الأخير بين وزير الأشغال فايز رسامني والنائب سجيع عطية، قائلاً: "أتعجّب كيف يُهاجَم وزير ناجح كالوزير رسامني، الذي يشكّل نموذجاً للإنماء المتوازن"، مستشهداً بما قاله النائب فريد البستاني. وأضاف: "الوزير رسامني يعمل بروحية وطنية لا طائفية ولا مذهبية ولا استنسابية، وقد نال إشادة من مختلف المناطق. أما ما تعرّض له من قبل النائب عطية، فهو بعيد عن لغة الأرقام الصحيحة، وينطلق من مكسب شخصي وحسابات خاصة". وختم: "على عطية أن يعتذر من اللبنانيين، لأن التعرّض لوزير مثل رسامني، الذي بات حديث الناس، هو مسّ بكرامة اللبنانيين جميعاً".
الانتخابات النيابية: برودة… لكن مع تأكيد على حصولها
ويرى العريضي أن الانتخابات النيابية المقبلة "تغلفها البرودة"، إلا أن مَن التقى الرؤساء الثلاثة خلال الساعات الماضية "خرج متأكداً بأنها ستجري في موعدها، ولن تتأجّل إلا في حال وقوع تطور عسكري إسرائيلي كبير". ويضيف: "الاحتمالات كلها واردة، لكن خارطة التحالفات بدأت تتضح".
ويشير إلى أن حضور المرشحين يبرز في بيروت من خلال النائب نبيل بدر "الذي يقوم بعمل إنمائي وتنموي وتربوي وصحي، ويشكّل حالة ناجحة وقريبة من كل المرجعيات السياسية والروحية والعائلات البيروتية". أما اللوائح الأخرى وترشيح أبناء بعض الزعامات فهي "قيد الدرس".
صيدا، طرابلس، عكار، بعبدا… صورة أولية للمشهد الانتخابي
في صيدا، يؤكّد العريضي أن النائب بهية الحريري "تدرس خياراتها ولم تحسمها، لكنها ستخوض الانتخابات، لأن غيابها لثلاث دورات يشكّل ضربة قاسية لدورها وللتيار الحريري".
وفي طرابلس، يرى أن النائب إيهاب مطر "يسعى لخلق حالة جديدة في المدينة، بعيدة عن الإقطاع والتقليد، ويتفاعل مع الشباب وكل شرائح المجتمع، ما بدأ يعطي ثماره"، مشيراً إلى أن "من ارتبط بفريق الممانعة يملك رصيداً سلبياً تجاه طرابلس".
أما في عكار، فإن النائب وجيه البعريني "يتحرك بنشاط على كل المستويات". وهنا يكشف العريضي أن معلوماته تشير إلى "تحالف بين التيار الوطني الحر وحزب الله بحسب وضعية كل منطقة".
وفي بعبدا، بات شبه محسوم – بحسب العريضي – أن "فادي بو رحال سيترشّح مكان النائب آلان عون، وهو صاحب حضور وخدمات متواصلة منذ الانتخابات الماضية، وذو علاقات واسعة في الساحل والجبل".
وفي البقاع، يعتبر العريضي أن النائب ميشال ضاهر "يملك حضوراً سياسياً وإنمائياً مؤثّراً وعلاقات متينة مع المجتمع الزحلاوي".
أما شمالاً، فيشير إلى أن القوات اللبنانية "حاضرة بتحالفاتها"، لافتاً إلى أن النائب الشيخ وليام طوق "يقوم بدور بارز بعيداً عن الاستعراض، ويحظى بدعم بشراوي كبير".
لا مؤتمرات دعم… والملف الأمني أولاً
ويقول العريضي إنه "لا مؤتمرات لدعم لبنان حالياً: لا دول مانحة، ولا إعمار، ولا دعم للجيش"، بانتظار ما ستؤول إليه التطورات، خصوصاً "على خط حصرية السلاح والمفاوضات". ويتساءل: "هل تتجه إسرائيل إلى خطوة كبيرة؟ وهل ستُلغى زيارة البابا؟".
ويؤكّد أن أمين عام الرابطة المارونية، الأستاذ بول كنعان، شدّد له على أن الزيارة قائمة، وأن البطريرك مار بشارة بطرس الراعي "مستنفَر ويحضّر لكل التفاصيل"، مؤكداً أن "زيارة البابا ستكون رسالة محبة وترسيخ للتعايش الإسلامي – المسيحي، وهي مباركة من مختلف اللبنانيين".
إنفانتينو في لبنان… رسالة دعم واضحة
ويختم العريضي بالإشارة إلى أن زيارة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جياني إنفانتينو "تأتي تأكيداً على دعمه للبنان"، مشيداً بعمل نائب رئيس الاتحاد الآسيوي ورئيس اتحاد الكرة المهندس هاشم حيدر، "الذي يعمل في ظروف صعبة لكنه يحقق إنجازات كبرى، سواء على المستوى الرياضي أو من خلال مجلس الجنوب، في مرحلة مفصلية تحتاج رجالاً مخلصين ومتجردين لوطنهم".