المحلية

الخميس 27 تشرين الثاني 2025 - 16:16

هاني يشدّد على التكامل الصحي… ولبنان في دائرة مخاطر الأمراض الحيوانية

هاني يشدّد على التكامل الصحي… ولبنان في دائرة مخاطر الأمراض الحيوانية

نظّمت وزارة الزراعة، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في لبنان، وللمرة الأولى، دورة تدريبية مكثفة على مدى أربعة أيام حول أساسيات علم الوبائيات ومراقبة الأمراض، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات الخدمات البيطرية في لبنان في مجالي الوبائيات وأنظمة رصد الأمراض.


وتأتي هذه المبادرة ضمن مشروع يمتد على ثلاث سنوات بعنوان: "صندوق الجوائح في لبنان: نهج الصحة الواحدة لتعزيز الصمود والتعافي"، والمموّل من صندوق الجوائح Pandemic Fund.


وشارك في التدريب 45 طبيبًا بيطريًا من مديرية الموارد الحيوانية في وزارة الزراعة من المستويين المركزي والإقليمي، إضافة إلى موظفين من مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية والمختبر المركزي لصحة الحيوان، وضباط الطب البيطري العاملين في مختلف نقاط الدخول إلى لبنان.


وتضمّنت الدورة جلسات تدريبية حول أساسيات علم الوبائيات ورصد الأمراض لتعزيز المعرفة العلمية للكادر البيطري من خلال وحدات تدريب متخصصة. أما الجزء الثاني، فتركّز على إعداد إجراءات التشغيل القياسية (SOPs) لرصد الأمراض الحيوانية المنشأ ذات الأولوية، وتزويد موظفي الصحة الحيوانية وضباط الحدود بالمهارات اللازمة للرصد متعدد القطاعات، والتحقيق الوبائي، وتقييم المخاطر، وجهوزية الاستجابة.

واختُتم البرنامج بجلسة توعوية هدفت إلى تجهيز الأطباء البيطريين لتدريب 3,500 مزارع ومزارعة في مختلف المناطق اللبنانية.


وأقيم حفل اختتام الدورة بحضور وزير الزراعة الدكتور نزار هاني، ممثلة وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين منسّقة برنامج صندوق الجوائح وأخصائية الصحة الواحدة منى حداد، ممثلة الفاو في لبنان نورة أورابح حداد، نقيب الأطباء البيطريين الدكتور إيهاب شعبان، إلى جانب ممثلين عن وزارة الزراعة. وفي الختام، تسلّم المشاركون شهادات تقدير لمشاركتهم الفاعلة والتزامهم بالتدريب.


وألقى وزير الزراعة كلمة أكد فيها "أهمية تعزيز مقاربة الصحة الواحدة"، مشددًا على أن "هذا المفهوم لم يعد يُدار بمعزل عن القطاعات الأخرى". وقال: "الصحّة الواحدة، أنتم الخبراء في هذا المجال، ونعلم جميعًا أهميته. الزراعة اليوم تتداخل مباشرة مع البيئة والمياه والطاقة، وهي الأعمدة الثلاثة للاستراتيجية الزراعية التي نبنيها بالتعاون مع الفاو وكل الشركاء، تحت شعار People – Planet – Prosperity: الناس – الكوكب – الازدهار".


وأضاف: "يرمز الناس للمزارعين والمستهلكين وكل شركاء الزراعة، والكوكب للنظام الإيكولوجي والطبيعة والمياه، أما الازدهار فيعكس قطاعًا زراعيًا قويًا واقتصادًا محليًا متينًا. ومن هذا المنطلق، يهدف المشروع إلى تسجيل المزارعين وتنظيم القطاع، مع أهمية دور الأطباء البيطريين في تشجيع المعنيين بالثروة الحيوانية على الانضمام للسجل، وتسهيل تتبّع المنتجات من المزرعة إلى المستهلك".


وتابع: "الثروة الحيوانية عانت كثيرًا نتيجة الظروف الأخيرة والتغيرات المناخية، ويشكّل المشروع جزءًا من حركة عالمية مع الفاو ومنظمة الصحة العالمية لتعزيز قطاع الثروة الحيوانية في لبنان والعالم. كما يمثّل نجاح برامج مثل مكافحة كلاب الشوارع خطوة مهمة لتعزيز الوعي بعلاقة الإنسان بالحيوان، ونحن نطلب دعم صندوق الجوائح لتحقيق هذه الأهداف".


وختم: "أثني على جهود مديرية الثروة الحيوانية وقوانين الرفق بالحيوان، وأبارك للأطباء البيطريين على التزامهم، مؤكدًا أننا مستمرون في بناء القدرات والخبرات في هذا القطاع الحيوي".


من جهتها، أكدت ممثلة وزير الصحة أن "موقع لبنان الجغرافي عند تقاطع طرق التجارة والهجرة، إضافة إلى تجذّر قطاعي الزراعة وتربية الحيوانات في المجتمعات الريفية، يجعله أكثر عرضة لمخاطر الأمراض الحيوانية العابرة للحدود والأمراض الحيوانية المنشأ، مثل الإنفلونزا الطيرية وداء الحمى المالطية وداء الكلب".


وأشارت إلى أن "مقاومة مضادات الميكروبات تشكل تحديًا متصاعدًا في الصحة البشرية والحيوانية على السواء، ما يهدد فعالية العلاجات ويؤثر على سبل العيش".


وأضافت أن "التعاون بين وزارتي الصحة والزراعة ضمن إطار الصحة الواحدة يعكس إدراكًا واضحًا للدور الحيوي الذي يضطلع به الأطباء البيطريون وأخصائيو الصحة العامة في تعزيز الجهوزية والاستجابة للأوبئة والأمراض الحيوانية المنشأ والناشئة".


أما ممثلة الفاو، فقالت: "لقد أسهم هذا التدريب في تطوير خطة عملية للرصد مع تحديد واضح للأدوار وسير العمل ومسارات الإبلاغ. كما تم إعداد مسودات لإجراءات التشغيل القياسية، تمت تجربتها ميدانيًا، للرصد الروتيني، والإبلاغ عن البيانات، والتحقيق في التفشيات. ونتيجة لذلك، أصبح جمع البيانات والإبلاغ عنها أكثر دقة وانتظامًا من خلال إجراءات موحدة، وأصبح الكادر أكثر استعدادًا لإجراء التحقيقات الأولية في التفشيات والانخراط في تدريبات متقدمة حول الرصد متعدد القطاعات وتقييم المخاطر والاستجابة".


وأضافت: "هذا التدريب يشكّل خطوة محورية نحو تعزيز نظام الصحة الحيوانية في لبنان ضمن مقاربة الصحة الواحدة، التي تعترف بالترابط بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة، بما يسهم في تعزيز جاهزية البلاد وقدرتها على الصمود في مواجهة الأمراض".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة