المحلية

رصد موقع ليبانون ديبايت
الجمعة 28 تشرين الثاني 2025 - 07:19 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

الكشف عن خطة اغتيال رئيس أركان حزب الله… كواليس العملية الدرامية التي هزّت بيروت

الكشف عن خطة اغتيال رئيس أركان حزب الله… كواليس العملية الدرامية التي هزّت بيروت

يقدّم الصحافي الإسرائيلي أفي أشكنازي، عبر موقع "معاريف"، رواية موسّعة حول عملية الاغتيال التي استهدفت رئيس أركان حزب الله، هيثم علي طبطبائي، في عملية وُصفت بأنها من "أدقّ العمليات الجوية" التي نفّذها سلاح الجو الإسرائيلي مؤخراً. ويسرد أشكنازي تفاصيل تُكشف للمرة الأولى، نقلًا عن ضابط شارك مباشرة في التخطيط، يُشار إليه باسم النقيب (ع)، وهو رئيس شعبة العمليات الحسابية في سلاح الجو.


بحسب تقرير معاريف، حملت العملية اسم "الجمعة السوداء – Black Friday". ففي ظهر يوم الأحد، وصل طبطبائي إلى مبنى سكني من عشرة طوابق في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، واستقرّ في شقة صغيرة بالطابق الرابع. عند الساعة 14:43، أطلق مقاتلو سلاح الجو صاروخًا دقيقًا اخترق أحد جدران الشقة واغتال طبطبائي، دون أن يلحق أضرارًا كبيرة ببقية طوابق المبنى.


ويشير التقرير إلى أنّ طبطبائي، المعروف بعمله في الظل واحتياطه الأمني العالي، "لم يدرك عمق الاختراق" الذي حققه الجيش الإسرائيلي في متابعة تحركاته. ويكشف النقيب (ع) أنّ التحضير للعملية استمرّ أشهرًا طويلة، وأنّ "الهندسة التشغيلية" كانت معقّدة للغاية، وشاركت فيها وحدات من الاستخبارات وسلاح الجو ضمن غرفة عمليات مشتركة، بهدف تنفيذ الاغتيال دون إصابة أي مدنيين.


ويوضح أشكنازي أنّ الضابط الشاب، البالغ من العمر 23 عامًا، كان في طريقه إلى القاعدة عند انطلاق العملية، ليتلقى إخطارًا بأن "عملية حياته" بدأت بانتظار موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وبعد دقائق من إتمام الضربة، وصل إلى غرفة العمليات ليرى نتائج التخطيط الذي قاده لشهور.


ويقول النقيب (ع) لـمعاريف: "عملنا على العملية لعدة أشهر. كان علينا توفير عدد كبير من السيناريوهات لضمان استغلال أي نافذة فرصة. الهدف كان اغتيال رئيس أركان حزب الله بأقل قدر من الضرر الجانبي". ويضيف أنّ الفريق فحص خيارات عديدة للتغلّب على الاحتياطات الأمنية المعقّدة لطبطبائي، وأنّ "المبنى لم يكن غريبًا على أجهزة التخطيط".


ويعترف الضابط بأنّ فشل محاولة سابقة لاستهداف قياديين في حركة حماس في قطر شكّل درسًا مهمًا: "هناك، اختيار ذخيرة أقل فتكًا منحهم فرصة للنجاة. تعلمنا من ذلك، وركّزنا على الذخائر المناسبة لتحقيق النتيجة المطلوبة دون أضرار إضافية".


ويلفت تقرير أشكنازي إلى أنّ العملية في الضاحية جاءت بُعيد "حدث قطري فاشل"، ما دفع وحدات التخطيط إلى مراجعة دقيقة لقدرات الذخائر وتقديرات الأضرار وفق نماذج فيزيائية متقدمة.


ويكشف النقيب (ع) أنّ فريقه عمل على "بناء بنك حلول" قدّم للقيادة عدة خيارات تنفيذية، بحيث يتمكن القائد من اختيار السيناريو الأدقّ وفق المعطيات الاستخباراتية، قائلاً: "نضع دائمًا تَشكيلة واسعة من البدائل، والقائد يختار. مهمّتنا أن نضمن أنّ كل خيار جاهز للتنفيذ الكامل".


ويشير أشكنازي في معاريف إلى أنّ الضابط الشاب، رغم مظهره الهادئ، شارك في عدد من عمليات الاغتيال التي نُفذت خلال العامين الأخيرين، وأنه يعتبر دوره "امتيازًا مهنيًا" في فترة يشهد فيها سلاح الجو عمليات حساسة.


ويقول النقيب (ع) إنّ اللحظة التي عرف فيها أنّ العملية نجحت كانت مصحوبة بـ"مزيج من التوتر والراحة": "الخوف من الخطأ موجود دائمًا. لكنك تثق بالكوادر والخبرة المتراكمة. وعندما ترى أن العملية نجحت تمامًا، تشعر بالطمأنينة والفخر".


ويختم تقرير معاريف بالإشارة إلى أنّ نجاح العملية يعزّز توجه الجيش الإسرائيلي نحو تنفيذ عمليات تعتمد على "التخطيط الدقيق، الذكاء الاصطناعي، وأقل حدّ ممكن من البصمة التشغيلية"، في مواجهة قيادات حزب الله التي باتت تتحرّك في مستويات غير مسبوقة من الخفاء.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة