تتسابق جيوش العالم إلى إدخال الغواصات غير المأهولة والطائرات المسيرة إلى أساطيلها البحرية، في تحول استراتيجي يُعد بتغيير شكل الحروب في أعماق البحار، وفق تقرير لصحيفة الـ"غارديان" البريطانية. وترى الصحيفة أن الدور الذي لعبته المسيّرات في الحرب الأوكرانية على الجبهات البرية قد يتكرر تحت الماء خلال السنوات المقبلة.
وتعمل البحرية الملكية البريطانية على بناء أسطول من المركبات البحرية الذاتية التشغيل لتعقّب الغواصات وحماية البنى التحتية تحت البحر، فيما خصصت أستراليا نحو 1.7 مليار دولار لتطوير غواصات "غوست شارك" غير المأهولة لمواجهة التحديات الصينية. أما البحرية الأميركية، فترصد مليارات الدولارات لتطوير مشاريع مشابهة.
وقال المدير العام للحلول الدفاعية البحرية والبرية في شركة "بي إيه آي سيستمز"، سكوت جاميسون، إن الغواصات غير المأهولة "تمثل تحولًا جذريًا في معارك الأعماق"، موضحًا أنها توسّع نطاق مهام الأساطيل بكلفة أقل من الغواصات المأهولة.
وترى الصحيفة البريطانية أن هذه التكنولوجيا تُنشئ سوقًا ضخمة للشركات الدفاعية والتكنولوجية حول العالم، في وقت تعتمد فيه ست دول أساطيل غواصات نووية: الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا، فرنسا، الصين، والهند، بينما انضمت كوريا الشمالية حديثًا.
وتتيح الغواصات غير المأهولة للجيوش تتبع تحركات الغواصات النووية المنافسة، ضمن سباق متنامٍ للسيطرة على أعماق المحيطات. وفي السياق نفسه، أوضح الرئيس التنفيذي لشركة "كوهورت" البريطانية، أندي ثوميس، أن دمج الغواصات المأهولة مع مركبات غير مأهولة يخفض الكلفة التشغيلية العالية لعمليات تعقب الغواصات.
وتعتمد الجيوش حاليًا على منظومات معقدة تشمل كابلات سونار طويلة تُجر خلف السفن، وطائرات "بوينغ بي-8" التي تنثر صناديق صوتية في البحر، إضافة إلى أقمار اصطناعية ترصد حركة الأمواج الناتجة عن اتصالات الغواصات، وغواصات قتالية تقوم بالمراقبة تحت سطح الماء.
ورغم الإغراء الكبير لتوسيع استخدام الدرونات البحرية، يحذر خبراء من الكلفة المرتفعة للمركبات غير المأهولة، ما يجعل انتشارها الواسع رهن التوازن بين القدرة المالية والتحديات الأمنية المتصاعدة في أعماق البحار.