في هذا الإطار، يؤكّد مسؤول العلاقات الإعلامية في "حماس" في لبنان، محمود طه، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "الأوضاع الإنسانية والمعيشية في قطاع غزة تشهد انهيارًا كارثيًا بفعل الحصار الإسرائيلي، وعدم التزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه مؤخرًا لجهة وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات، والانسحاب من غزة. فرغم وجود الوسطاء والضامنين، من الولايات المتحدة وتركيا ومصر ومعظم الدول المشاركة في الإعلان عن هذا الاتفاق، لا يزال الاحتلال حتى هذه اللحظة يمتنع عن تنفيذ بنود الاتفاق".
ويشير إلى أن "الوضع في غزة اليوم مأساوي بكل المقاييس، والمسؤولية تقع بالكامل على العدو الإسرائيلي الذي يواصل حصاره وعدوانه وتدميره لعدد كبير من المنازل، إلى جانب الخروقات اليومية التي تشمل القصف المتواصل وقتل الأبرياء، ولاسيما في المناطق الشرقية من رفح وخان يونس. هذا التصعيد يحصل أمام مرأى ومسمع العالم، الذي يقف صامتًا حتى اللحظة".
ويضيف: "نحن بدورنا ندعو الوسطاء والضامنين، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأميركية، كما ندعو المجتمع الدولي إلى إلزام الكيان الإسرائيلي بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، والانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تم التفاهم عليها مسبقًا. ففي الوقت الذي التزمت فيه حركة حماس والمقاومة الفلسطينية بكامل بنود الاتفاق وما زالت مستمرة بهذا الالتزام، يواصل الاحتلال خروقاته دون أي احترام للتعهدات".
ويحذّر طه من أن "استمرار هذه التجاوزات والخروقات الإسرائيلية من قصف وتدمير وقتل لأبناء شعبنا في قطاع غزة يهدّد بنسف الاتفاق والعودة إلى دائرة الحرب والقتال، وتتحمل حكومة نتنياهو المسؤولية الأولى عن ذلك، كما تتحملها أيضًا الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي الذي يلتزم الصمت ولا يمارس دوره في إلزام الاحتلال بما تم الاتفاق عليه، و ندعو المجتمع الدولي مجددًا إلى تحمّل مسؤولياته والضغط على حكومة نتنياهو لتنفيذ جميع بنود الاتفاق ووقف الاعتداءات".
وبالنسبة إلى الضفة الغربية، يؤكّد طه أن "المشهد لا يختلف عمّا يجري في غزة، فهو المشروع نفسه والنهج ذاته من قتل وتدمير واعتقالات واقتحامات متواصلة. فالعدوان الإسرائيلي في الضفة الغربية مستمر يوميًا عبر اقتحام المدن والمخيمات والقرى، والاعتداء على المسجد الأقصى من قبل المستوطنين بحماية شرطة وجيش الاحتلال. هذه الانتهاكات تأتي ضمن المشروع الاستيطاني الإسرائيلي الرامي إلى شطب القضية الفلسطينية وإنهاء الوجود الفلسطيني في مختلف أنحاء البلاد".
ويوضح أن "سُجل منذ تشرين الأول 2023 وحتى اليوم أكثر من ألف شهيد في الضفة الغربية، إلى جانب الاقتحامات والاعتقالات وعمليات الهدم التي طالت مناطق عديدة، منها طوباس وجنين وغيرها. لذلك، نجدد دعوتنا إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة للقيام بواجبهم تجاه الشعب الفلسطيني، ووقف سياسة الصمت، والتحرك الجدي لوقف هذا النهج العنصري والإجرامي الذي يمارسه الاحتلال بحق أبناء شعبنا في الضفة الغربية".