في هذا الإطار، يؤكّد العميد الركن المتقاعد فادي داوود، في حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، أن "تقارير إعلامية إسرائيلية صادرة اليوم، ولا سيما عبر قناتي الـ14 والـ11، تتناول بشكل متزايد احتمال أن يكون لبنان ساحة الحرب المقبلة، وأنه قد يشهد سيناريو مشابهًا لما حصل في غزة، مما يوحي بأن الضربة الإسرائيلية باتت، وفق تقديراتهم، شبه محسومة".
ويضيف داوود: "بناءً على هذا الكلام، يمكن فهم عمليات صيانة صافرات الإنذار في تل أبيب والقدس وحيفا وبئر السبع كجزء من استعدادات استباقية تتخذها إسرائيل قبل أي عملية عسكرية محتملة، وليس مجرد إجراء تقني روتيني، فالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية غالبًا ما تختبر جهوزية منظومات الإنذار والدفاع الجوي، بما فيها القبة الحديدية، للتأكد من فعاليتها قبل أي تحرّك عسكري واسع، خاصة بعد العملية الأخيرة التي حصلت في بيت جن، والتي لها أبعادها الخاصة، فهي تقع ضمن الأراضي السورية لكنها قريبة جدًا من مرتفعات الجولان، وتركيبة المنطقة تستدعي حسابات دقيقة بالنسبة لإسرائيل".
ويشير داوود إلى أن "المرحلة الحالية تستدعي التعامل مع الأمور على أساس أن الضربة الإسرائيلية قد تكون وشيكة، لا سيما بعد الرسائل التحذيرية التي نقلها وزير الخارجية المصري خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، وهي تتطابق مع ما يسمعه المسؤولون اللبنانيون من جهات دبلوماسية دولية متعددة".
ويعتبر أن "هذه التحذيرات لن تظل مجرد ضغط كلامي، بل من المتوقع أن تتحول لاحقًا إلى خطوات عملية على الأرض، ما يستدعي التعامل معها بمسؤولية عالية وواقعية كبيرة".