ورأى حمادة أنّ الرسائل التي ترافق زيارة البابا تتمحور حول تثبيت اللبنانيين في أرضهم وتشجيعهم على البقاء وعدم الهجرة، معتبرًا أنّ هذه القضية تمثّل أولوية لدى كنيسة روما، ولا تقتصر على المسيحيين وحدهم، بل تشمل جميع اللبنانيين في ظلّ الظروف المصيرية التي يمرّ بها البلد.
وأضاف أنّ لبنان يعيش فوق "صفيح ساخن"، وأنّ المنطقة المحيطة لم تخرج بعد من دوّامة الحروب والاضطرابات، ما يجعل خطاب التمسّك بالأرض والهوية حاجة وطنية ملحّة تتجاوز حدود الخطاب الروحي التقليدي.
وأشار إلى أنّ النقطة الثانية البارزة التي يمكن استخلاصها من هذه الزيارة تتعلّق بـ الصيغة اللبنانية، إذ لا تزال الكنيسة ترى أنّ هذه الصيغة – القائمة على العيش المشترك بين مختلف المكوّنات – صالحة وقابلة للاستمرار، رغم كل ما يواجهها من تحديات سياسية وطائفية. وقال: "نأمل أن يكون ذلك صحيحًا، لأنّ الواقع السياسي في البلاد والمنطقة ليس سهلاً على الإطلاق".
وختم حمادة بالتأكيد أنّ زيارة البابا تأتي في توقيت بالغ الحساسية، ما يمنحها ثقلًا سياسيًا وروحيًا قد يعيد طرح أسئلة أساسية حول مستقبل لبنان ودوره وتماسك مجتمعه، في ظلّ العواصف التي تضربه.