شدّد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" والنائب عن الضاحية الجنوبية علي عمار، في تصريح لـ"الجمهورية"، على أنّ مقاربة "حزب الله" لزيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان "بسيطة وغير معقّدة"، ولا تحتاج إلى الكثير من التأويلات، موضحًا: "نحن حزب يختزن أبعادًا إنسانية، ولسنا طائفيين أو متزمّتين أو منطوين على أنفسنا، بل متفاعلون مع كل الطوائف والمكوّنات في لبنان، ولذلك استقبلنا البابا من هذا المنطلق".
وأكد عمار أنّ مشاركة الحزب الواسعة في استقبال البابا ومواكبة محطات زيارته "تجسّد اقتناعنا الراسخ بمبدأ العيش المشترك"، مشيرًا إلى أنّ هذا المبدأ "ليس شعارًا نرفعه، بل أسلوب حياة نمارسه ونترجمه على الأرض".
ولفت عمار إلى أنّ زيارة البابا إلى لبنان "لا تقتصر على بعدها الروحي فقط، بل تحمل أيضًا رسائل سياسية مهمة، بحكم أنّه رئيس دولة الفاتيكان التي تحمل رمزية ومعاني عالمية مؤثرة". وأضاف: "وبناء على موقعه المعنوي هذا، فإنّ ما يشهده لبنان من اعتداءات إسرائيلية متواصلة يتطلّب تدخلًا من قداسته للضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها".
واعتبر عمار أن استقبال كشافة المهدي للبابا في الضاحية خلال توجهه نحو القصر الجمهوري "ليس حدثًا إعجازيًا كما فسّره البعض، بل خطوة طبيعية وبديهية تنسجم مع ثقافة الحزب وقيمه".
زيارة البابا لاوون الرابع عشر التي استمرت ثلاثة أيام شكّلت محطة بارزة في لبنان، من بيروت إلى عنايا وحريصا وجلّ الديب، وترافقت مع تفاعل شعبي ورسمي كبير. وفي إحدى أبرز المشاهد، مرّ الموكب البابوي عبر الضاحية الجنوبية، حيث استُقبل بترحيب من الأهالي وكشافة المهدي، ما أثار نقاشًا واسعًا حول رمزية هذا التلاقي في ظل الظروف السياسية الحساسة التي يمرّ بها لبنان.
وتأتي مواقف عمار في خضم سجال إعلامي حول خلفيات الرسائل التي حملتها الزيارة إلى الداخل اللبناني، لا سيما على مستوى تعزيز التواصل بين المكوّنات اللبنانية في لحظة وطنية دقيقة.