تصل نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي مورغان أورتاغوس إلى بيروت اليوم، بعد أن أنهت زيارة إلى إسرائيل، حيث يتوقّع أن تحضر اجتماعًا في الناقورة ضمن آلية مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار.
وتأتي زيارة أورتاغوس في ظلّ ضغط أميركي متزايد للتقدّم في تنفيذ الخطّة الخاصة بنزع سلاح حزب الله جنوب لبنان، في وقت تواصل فيه إسرائيل التلويح بعمل عسكري واسع إذا لم يتم إحراز نتائج ملموسة قريبًا.
وتتزامن الزيارة مع انعقاد مجلس الوزراء اللبناني غدًا لبحث التقرير الثالث الذي أعدّه الجيش اللبناني حول هذا المسار.
واختتمت أورتاغوس لقاءاتها في إسرائيل باجتماع مع وزير الخارجية جدعون ساعر الذي جدد موقف بلاده بأن “حزب الله هو الجهة التي تنتهك سيادة لبنان”، مؤكدًا أنّ نزع سلاحه شرطٌ لاستقرار لبنان وأمن إسرائيل.
كما عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أمامها معطيات حول ما اعتبروه تعاظم قوة حزب الله، إضافة إلى معلومات حول نشاط الجيش اللبناني لحصر سلاح الحزب. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن نتنياهو قوله إن ما يقوم به الجيش اللبناني “غير كافٍ”.
وبحسب القناة 14 الإسرائيلية، فإنّ المعلومات عُرضت كجزء من التحضير لجلسة الناقورة التي يشارك فيها الجانب الأميركي.
ووفق مصادر دبلوماسية لبنانية، تضغط واشنطن على فرملة أي مغامرة عسكرية إسرائيلية جديدة، بهدف حفظ فرصة التفاوض. وتضيف المصادر أنّ الوفود الدولية التي ستزور بيروت هذا الأسبوع “ستتحدث بصوت واحد”، حاملةً رسالة واضحة:
ضرورة تفكيك البنية العسكرية لحزب الله سريعًا، لتجنّب تصعيد وشيك.
وترى هذه المصادر أنّ “هامش الخيارات أمام لبنان أصبح ضيقًا جدًا، وأنّ التطورات تجاوزت حتى خيار التفاوض المباشر مع إسرائيل”.
تعيين سيمون كرم… تطوّر مفصلي
وفي خطوة لافتة، أعلنت رئاسة الجمهورية تكليف السفير السابق سيمون كرم برئاسة الوفد اللبناني إلى اجتماعات لجنة وقف إطلاق النار في الناقورة، وذلك بعد التنسيق بين الرئيس جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، واستجابة لمسعى أميركي باعتبارها تترأس اللجنة التقنية العسكرية للبنان.
ويشارك كرم في اجتماع الناقورة إلى جانب وفد إسرائيلي برئاسة شخصية مدنية أيضًا، في خطوة رآها المراقبون “تطورًا مهمًا” يُخرج اللجنة جزئيًا من إطارها العسكري التقليدي.
تحرّك إسرائيلي موازٍ
إلى ذلك، أعلن مكتب نتنياهو أنّ رئيس الوزراء وجّه مدير مجلس الأمن القومي بالإنابة لإيفاد ممثل عنه “للقاء مسؤولين حكوميين واقتصاديين في لبنان”، معتبرًا ذلك محاولة أولية لوضع أساس لتعاون اقتصادي بين البلدين، رغم بقاء حالة الحرب بينهما رسميًا.
خلفية اللجنة
أُنشئت لجنة الميكانيزم بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 27 تشرين الثاني 2024، لمراقبة وقف الأعمال العدائية بين إسرائيل ولبنان. وتعقد اجتماعات دورية في مقرّ يونيفيل في الناقورة، بمشاركة مندوبين من:
الجيش اللبناني
الجيش الإسرائيلي
الولايات المتحدة (رئاسة اللجنة)
فرنسا
قوات الأمم المتحدة
وتُتّهم بيروت من الجانب الإسرائيلي بالمماطلة في تنفيذ ما يخصّ نزع سلاح حزب الله، في حين يشدّد لبنان على الالتزام بالجدول الزمني الذي أعدّه الجيش ووافق عليه مجلس الوزراء، تجنّبًا لتوسيع الضربات الإسرائيلية.
الرئيس جوزاف عون أكّد مرارًا الاستعداد للتفاوض على وقف الضربات الإسرائيلية وسحب القوات من المناطق التي تقدّمت إليها خلال الحرب، بما يعيد الاستقرار إلى المنطقة الجنوبية.