توضح مصادر مطلعة على أجواء بعبدا في هذا الإطار لـ "ليبانون ديبايت"، أن التعيين هو ثمرة مسار طويل بدأ العمل عليه بعيدًا عن الأضواء منذ أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري أن لا تفاوض بين إسرائيل ولبنان بشكل مباشر، بل عبر لجنة الميكانيزم، ولكن كانت هناك عقبة رئيسية أمام انطلاق المفاوضات وهي الرد السلبي الإسرائيلي الذي كان يرفض هذا الأمر.
لكن الرغبة الأميركية، كما ترى المصادر، غيّرت من واقع الأمر وأدت إلى تسريع هذا الموضوع، متزامنةً مع تعيين سفير أميركي جديد، أي ميشال عيسى، الذي على ما يبدو كانت له الكلمة الفصل في حسم التوجه إلى تعيين مندوب مدني وتسريع هذه الخطوة.
أما التغيير الأبرز الذي أفضى إلى هذا القرار فكان في التبدل في القرار الإسرائيلي الذي تجاوب مع فكرة التفاوض غير المباشر، حتى إنه قام بالتزامن مع القرار اللبناني بتعيين مندوب لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في لجنة الميكانيزم.
وتشير المصادر إلى أن بيروت تلقت خلال الأيام الماضية رسالة عبر الوسطاء الأميركيين، تفيد بأن الجانب الإسرائيلي وافق على تفعيل المفاوضات غير المباشرة عبر آلية الميكانيزم.
وتعتبر المصادر أن هذه الخطوة ستسهل مسار المباحثات، مع التشديد على عدم تعديل أي شرط من الشروط المضمّنة في الخطة التنفيذية للجيش اللبناني والمتعلقة بحصرية السلاح، إذ تبقى الأسس نفسها مع تسهيل أكبر لعملية التفاوض، إذ ستساعد الشخصيات المدنية في طرح الأفكار السياسية خلال النقاشات.
وبالتالي فإن العين اليوم ،على حد تعبير المصادر، على اجتماع لجنة الميكانيزم وما سيصدر في نهاية الاجتماع من مواقف يمكن البناء عليها للمسار الجديد.
وتلفت المصادر إلى أن هذه الخطوة نزعت فتيل الحرب التي كانت تُهوّل بها إسرائيل، ومع اقتراب المهلة التي أعطتها الولايات المتحدة الأميركية للبنان لإنهاء سلاح حزب الله من جنوب وشمال الليطاني.
ولكن لا يمكن إلا القول، كما تشدد المصادر، إننا بدأنا بمرحلة جديدة قد لا تكون سهلة ولكنها حتمًا دقيقة، مع الأمل بأن تكون نتائجها إيجابية.