اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الجمعة 05 كانون الأول 2025 - 15:02 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

سباق على نفوذ العلويين… رجال الأسد يعدّون عشرات الآلاف لانتفاضة جديدة

سباق على نفوذ العلويين… رجال الأسد يعدّون عشرات الآلاف لانتفاضة جديدة

كشفت معلومات تحقيق موسّع أن اثنين من أقرب رجال الرئيس السوري السابق بشار الأسد، واللذين فرا من سوريا بعد سقوطه، ينفقان ملايين الدولارات على عشرات الآلاف من المقاتلين المحتملين، أملاً في إشعال انتفاضتين ضد الحكومة الجديدة واستعادة نفوذهما.


وبحسب أفراد من العائلة، فإن الأسد الذي فرّ إلى روسيا في كانون الأول 2024، استسلم لفكرة العيش في المنفى بموسكو. لكن شخصيات نافذة في دائرته الضيقة، بينهم شقيقه، لا تزال ترفض خسارة السلطة.


ووفق التحقيق، فإن اللواء كمال حسن وابن خال الأسد الملياردير رامي مخلوف يعملان على تشكيل ميليشيات في الساحل السوري ولبنان تضم عناصر من الطائفة العلوية. ويموّلان أكثر من 50 ألف مقاتل طمعًا في كسب ولائهم، فيما لم يقرر ماهر الأسد حتى اللحظة المشاركة أو التمويل رغم ولاء الآلاف له.


ويحاول الرجلان السيطرة على شبكة 14 غرفة قيادة سرّية تحت الأرض ومخابئ أسلحة في الساحل السوري بُنيت خلال حكم الأسد. وقد أكّد ضابطان سوريان ومحافظ إحدى المناطق وجودها، وتظهر صور مرتبطة بها تجهيزات عسكرية وخرائط.


ويستمر حسن، رئيس المخابرات العسكرية سابقًا، في التواصل مع قادة ومستشارين بلهجة غاضبة من فقدان النفوذ، مرسمًا خططًا لطريقة حكم المناطق العلوية. أما مخلوف، الذي موّل الأسد خلال الحرب قبل سقوطه تحت الإقامة الجبرية ثم هروبه، فيقدّم نفسه كـ"مخلّص" سيعود بسلطة ربّانية، مستندًا إلى خطاب ديني ونبوءات آخر الزمان.


ومن منفاهما في موسكو، يتصوّر الرجلان سوريا مقسّمة، يسعى كل منهما للسيطرة على المناطق ذات الأغلبية العلوية. وقد كشف التحقيق أن كليهما ينفق ملايين الدولارات لتشكيل قوات موالية لهما، مع ممثلين نشطين في روسيا ولبنان.


ولتقويض هذا المخطط، استعانت الحكومة السورية الجديدة بصديق طفولة للرئيس أحمد الشرع هو خالد الأحمد، الذي كان قائدًا لقوات شبه عسكرية قبل أن يغيّر ولاءه ويقف مع الشرع. وتتمثل مهمته بإقناع العلويين بأن مستقبلهم يكمن مع الدولة الجديدة.


وقالت الباحثة أنصار شحود إن ما يجري هو "امتداد لصراع القوة في نظام الأسد"، مؤكدة أن المنافسة مستمرّة "لكن لإنتاج بديل يقود المجتمع العلوي"، وذلك استنادًا لمقابلات مع 48 شخصًا على صلة مباشرة بالمخطط.


وأكد محافظ طرطوس أحمد الشامي أن السلطات على علم بهذه الخطط وتعمل على التصدي لها، مشيرًا إلى أن غرف القيادة "ضعفت بشكل كبير".


ويهدد أي تحرك بهذه الطبيعة استقرار الحكومة السورية الحالية، بدعم أميركي وإقليمي، بعد حرب أهلية دامت 14 عامًا وأشعلت صراعات طائفية واسعة.


ورغم أن فرص نجاح الانتفاضة ضئيلة، فإن حسن ومخلوف على خلاف شديد، ولا ضمانات لدعم روسي لمشروعهما. كما أن شرائح واسعة من العلويين لا تثق بهما.


وقال الأحمد إن "اقتلاع جذور الكراهية الطائفية وتكريم الموتى" هو المسار الوحيد لسوريا قابلة لمصالحة نفسها، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ لمنع أي فوضى جديدة.


يزعم حسن أنه يسيطر على 12 ألف مقاتل، بينما يقول مخلوف إنه يسيطر على أكثر من 54 ألفًا، وفق وثائق داخلية. لكن قادة ميدانيين يؤكدون أن المبالغ التي يوزعانها "زهيدة"، لا تتجاوز 20 إلى 30 دولارًا لكل عنصر شهريًا.


وتشير الوثائق المالية إلى أن مخلوف أنفق نحو 976 ألف دولار في أيار، وجرى دفع 150 ألف دولار لمجموعة من 5000 مقاتل في آب. كما يسعى فريقه لتنشيط مخابئ أسلحة من عهد الأسد والتواصل مع مهرّبين لشراء أسلحة إضافية.


وفي تسجيلات صوتية، قال أحد منسقي حسن إن القتال هو السبيل لـ"استعادة كرامة العلويين". بينما يعتبر قادة آخرون أن الخسائر "ثمن حماية الجماعة".


وقد وثّق تقرير أممي سابق دور حسن في إدارة منظومة الاحتجاز التي مارست ابتزاز الأموال من عوائل الموقوفين. كما كشفت رويترز أنه اقترح نقل مقبرة جماعية تحتوي آلاف الجثث لإخفاء الفظائع المرتكبة.


فرّ حسن أولاً إلى سفارة الإمارات ثم إلى السفارة الروسية قبل انتقاله إلى موسكو حيث يقيم الآن في فيلا فاخرة، محافظًا على علاقات وثيقة مع الروس. وقد أنفق 1.5 مليون دولار منذ آذار/مارس على 12 ألف مقاتل في سوريا ولبنان.


كما جند فريقًا من المتسللين الإلكترونيين لشنّ هجمات سيبرانية على الحكومة الجديدة وسرقة بيانات وبيعها على "الدارك ويب".


اللاعب الأبرز المحتمل يبقى ماهر الأسد، الذي يقود عناصر الفرقة الرابعة التي ما تزال تتمتع بنفوذ وولاء آلاف الجنود. ويُنظر إليه داخل الطائفة باعتباره الوريث الحقيقي لنهج "آل الأسد".


أما روسيا، فتبدي حذرًا واضحًا إزاء دعم أي مشروع مضاد للحكومة الحالية، مكتفية بإيواء الرجلين دون تمكينهما.


وخلال زيارة الشرع إلى موسكو، طرح ملف حسن ومخلوف على القيادة الروسية، وسط تنسيق بين دمشق وبيروت وأبو ظبي لمنع أي نشاط مهدِّد.


ومع تراجع السيولة لدى مخلوف وتأخّر الرواتب، تحاول الحكومة حسم الملف أمنيًا، إذ أعلنت وزارة الداخلية اعتقال خلية مرتبطة به كانت تخطط لاستهداف صحافيين وناشطين.


وتؤكد الحكومة أنها مستعدة لأي سيناريو، فيما تبقى معدات عسكرية مكدسة في غرف سرية بانتظار قرار ما، وسط انقسام ولاءات المقاتلين.


ويعتقد دبلوماسيون أن رسالة موسكو باتت واضحة: "لا أحد في الخارج سيأتي لإنقاذكم".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

WhatsApp

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة