أكّد نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، خلال خطبة الجمعة من مسجد الإمام الحسين في حارة حريك، أنّ لبنان يعيش “موقفًا تاريخيًا وصعبًا”، داعيًا المسؤولين إلى تحمّل مسؤولياتهم “بصدق مع الشعب والوطن ومصالحه لا مصالحهم الشخصية”، مشددًا على أنّ “المفرّط لا يستحق أن يكون في موقع المسؤولية”.
وأشار الخطيب إلى أنّ العالم يشهد تحولات كبرى مترابطة في ما بينها، خصوصًا على مستوى القضية الفلسطينية التي “تقف في صلب ما يجري في المنطقة بأكملها”، معتبرًا أنّ “الإنكار لاعتداءات إسرائيل وطموحاتها، وتحميل المدافعين عن بلدهم المسؤولية، هو انقلاب في المفاهيم”.
وحذّر من تحويل الصراع مع العدو إلى صراع داخلي، قائلاً: “بدل أن نتوحّد في مواجهة هذا الواقع المصيري، يستعين بعض اللبنانيين بالعدو على شركائهم في الوطن”.
وشدّد على أنّ الانقسام الداخلي مرتبط منذ تأسيس الكيان اللبناني بالموقف من فلسطين، داعيًا إلى موقف وطني موحّد “يصون سيادة لبنان ومستقبله وحريته”.
وفي الشأن الأمني والسياسي، اعتبر الخطيب أنّ “تراجع العدوان الإسرائيلي في الأيام الماضية كان إفساحًا في المجال لزيارة البابا”، إلّا أنّ العدو عاد إلى التصعيد فور مغادرة طائرة البابا لبنان، من خلال الغارات والإنذارات والتهويل، “في محاولة لفرض إملاءاته”.
وأضاف: “قرار رفع مستوى التمثيل في لجنة وقف إطلاق النار هدفه نزع ذرائع العدوان، لكننا لا نرى أن رفع مستوى التفاوض سيجعل العدو يتراجع، فهو يريد الذهاب إلى أبعد مما تريده الدولة اللبنانية وصولًا إلى التطبيع الاقتصادي وفرض منطقة عازلة”.
وأكد ضرورة الحذر في التفاوض: “لا يجوز الدخول إلى المفاوضات على قاعدة أن لبنان مهزوم… بل على قاعدة ما أنجزته المقاومة عسكريًا، لتُستكمل هذه الإنجازات دبلوماسيًا”.
وفي السياق، ذكّر الخطيب بدور المقاومة في حماية الحدود وردع الاعتداءات منذ عام 2000، وفي حرب تموز 2006 وصولًا إلى المواجهة الأخيرة، معتبرًا أنّ “السلاح حقق إنجازات كبرى على مستوى لبنان والمنطقة”، وأنّ “من يحاول محوه من الذاكرة يرتكب جحودًا فاضحًا”.
وتابع: “نحن لا نريد الحرب… نريد عودة أهلنا وإعادة الإعمار واسترجاع الأسرى وصون الثروات والحدود”، مشدّدًا على أنّ “المقاومة هي التي منعت العدو من تنفيذ مخططاته، ومن يحمّلها مسؤولية الدمار يتهرّب من فشل خياراته”.
وختم الخطيب داعيًا الدولة إلى التزام ثوابت لبنان الوطنية: “على المسؤول الذي يفاوض أن يكون أمينًا على مصالح اللبنانيين وعلى حياتهم… وأن لا يأخذ لبنان إلى الاستسلام للعدو الإسرائيلي”.